قال رجل الدين المتشدد والنائب السابق محمود نبويان المقرب من زعيم جبهة الصمود آية الله مصباح يزدي: إن وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف تعهد لدى الأمريكيين بتسليم قائد لواء القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني مكتوف اليدين للأمريكيين. وأضاف نبويان بأن حكومة الرئيس روحاني تعهدت خلال اتفاقية مع  FATF الهيئة الدولية لمكافحة الإرهاب وغسيل الأموال ( فاتف)  بتسليم الأشخاص الذين تم إدراج أسماءهم في لائحة العقوبات الأمريكية ومنهم اللواء قاسم سليماني إذا طلبت الولايات المتحدة ذلك. 

أثارت تلك التصريحات سخط الوزير ظريف الذي عبّر عنها بالوقحة وتوعّد بمقاضاة نبويان إلا إذا اعتذر الأخير، وأتبعه المتحدث باسم الوزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي الذي وصف تصريحات نبويان بأنها كاذبة. 

ردا على توعد الوزير ظريف كرّر نبويان ادعاءه السابق خلال كلمة له ألقاها في مؤسسة الإمام الخميني التي يرأسها مصباح يزدي بمدينة قم، قائلا إن السلطات الأمريكية أعلنت للطرف الإيراني بأن الولايات المتحدة  سوف تنفذ تعهداتها حيال إيران بعد ما وقعت إيران على اتفاقية فاتف التي انضمت إيران إلى لائحة الدول الموقعة عليها، مضيفا بأن تنفيذ تلك الاتفاقية يتطلب تسليم قاسم سليماني وآخرين إدرجت أسماؤهم في لائحة العقوبات الأمريكية.

إقرأ أيضًا: مكونات السياسة الترامبية: قصف وإبتزاز وعسكرة العلاقات الخارجية

وأكد على أن تصريحاته لا تستند إلى وثائق سرية بل على الوثائق المعلنة، حيث تفيد تلك الوئائق المنشورة بأن الطرف الذي يقبل بتلك الاتفاقية عليه أن يُجمّد ممتلكات الذين أدرجت أسماؤهم على لائحة العقوبات وبل يجب عليه تسليمهم بحال إصدار حكم قضائي أمريكي يطلب ذلك.

واعترض نبويان على الحكومة لأنها وقعت على تلك الاتفاقية بدل تحويلها إلى لائحة وتسليمها إلى البرلمان للنظر فيها.

ولكن النائب نبويان الذي يؤكد على أنه قدّم قراءته لتلك الاتفاقية ولم يكرر ادعاءه السابق بأن ظريف تعهد بتسليم سليماني للولايات المتحدة تحديدا.

إقرأ أيضًا: إيران ... إنتصار أهل السنة بفوز روحاني

يبدو أن تصريحات هذا النائب السابق تندرج في إطار تداعيات الانتخابات الرئاسية التي خسرها المرشح المحافظ إبراهيم رئيسي الذي كان نبويان من مستشاريه في الحملة الانتخابية والتجأ المحافظون بعد فشلهم الذريع إلى جملة من الأخطاء التي يزعمون بأن حكومة روحاني ارتكبتها ويبدو أنهم سوف يستمرون في هذا النهج. والدليل على ذلك هو أن رئيسي لم يهنئ الرئيس روحاني على فوزه حتى بعد أن صادق قبل يومين مجلس صيانة الدستور على نتائج الانتخابات.


باحث إيراني