يتيح الدستور الإيراني لأي مواطن التقدم بطلب الترشح لرئاسة الجمهورية الأمر الذي يتسبب بفوضى ويسيء إلى رئاسة الجمهورية
 

يمكن لأي مواطن إيراني بلغ سنّ الثامنة عشرة ولديه صورة شمسية أن يقدّم طلبه للترشيح في الإنتخابات الرئاسية وبما أن مهمة تمييز الشخصيات الدينية والسياسية أنيطت دستوريًا بمجلس صيانة الدستور فإن وزارة الداخلية لا يحق لها أن تمانع من تقديم طلبات الترشيح للمواطنين.

وتشهد مرحلة التسجيل للترشح في الإنتخابات الرئاسية الإيرانية في كل دورة هجوم عدد كبير من الناس البسطاء إلى وزارة الداخلية ويخلقون مشاهد كاريكاتيرية سخيفة للغاية وأكثرهم لا يملكون مستوي جيد للكتابة ولا القراءة ولا يعرفون صلاحيات الرئيس ولم يقرأوا طيلة حياتهم نص الدستور وبل الكثير منهم لا يعرفون ما هو الدستور؟

 

إقرأ أيضًا: هل يخسر ظريف الكرسي الوزاري بإنتخاب الرئيس الجديد؟

وبما أن عملية التسجيل يتم عرضها مباشرة عبر شاشات التلفاز يقوم المئات من الناس العاديين الذين لم يجدوا فرصة للظهور على أية شاشة بالتوجه نحو وزارة الداخلية بمظاهر مثيرة للإنتباه حيث أن هناك من يلبس الكفن ويحمل العلم أو ربة بيت تحمل طفلها الرضيع، أو شقيقان أكدا للصحافيين بعد تقديم طلبيهما بأنهما لن يتنازعا على الرئاسة وأن واحدًا منهما سوف يتولى حقيبة الخارجية بحال فوز الآخر! 

أثارت تلك الظاهرة الفريدة من نوعها في العالم استياء سياسيين وخبراء إيرانيين يعتبرون أن فتح الباب لجميع المواطنين لتقديم طلب الترشيح ينم عن ثغرة قانونية يجب ملؤها عبر القانون. 

إقرأ أيضًا: أمريكا لروسيا: إختاري قدرًا بين إثنين

وأعرب المرجع الديني الشيخ مكارم شيرازي عن امتعاضه تجاه هذه الظاهرة المشينة بالقول بأنها تجعل الانتخابات الرئاسية عرضة للسخرية، وهكذا شهدت إيران في الأسبوع الماضي مشاهد كاريكاتيرية للتسجيل الرئاسي بالجملة حتى يأتي الدور فيما بعد إلى مجلس صيانة الدستور لرفض طلبات الترشيح بالجملة وربما هذا الكم الهائل لطلبات الترشيح التي تجاوزت 1600 شخصًا يعطي ذريعة لمجلس صيانة الدستور لرفض الكثير من الذين يملكون المعايير ويتم رفضهم بدوافع سياسية وليس لأسباب قانونية.