كعادته طيلة حياته السياسية فجر اليوم الرئيس الإيراني السابق محمود احمدي نجاد قنبلة جديدة بتقديم طلبه للترشح  في الإنتخابات الرئاسية بالرغم من وعده مسبقا بالالتزام بحظر المرشد الأعلى السيد خامنئي إياه من الترشح.
ذلك لأن خامنئي قبل اربعة أشهر وخلال إجتماع خاص مع احمدي نجاد الذي زاره مستشيرًا حول الترشح في الإنتخابات الرئاسية المقبلة ان يغض النظر عن الترشح ولا يقدم طلبًا للترشيح لان ترشيحه يؤدي إلى إنقسامات حادة ويثير الفتن.
ثم لما أحس الخامنئي بأن أحمدي نجاد لا يعبأ برأيه ويستمر في حملته الدعائية المبكرة أكد أمام الجمهور بانه قال للأخير ان لا يترشح للرئاسة، بعد نشر هذا التصريح أرسل احمدي نجاد رسالة مفتوحة إلى المرشد الأعلى ليطمئنه بإمتثال أمره وأكد فيها بانه لن يقدم طلب ترشيحه.

إقرأ أيضًا: تداعيات الضربة الأميركية على الساحة الإيرانية
ولكنه اليوم خالف المرشد الأعلى وخالف وعده بالذهاب إلى وزارة الداخلية لطلب الترشيح.
وهكذا فاجأ الجميع ووجه تحديًا جديدًا للمرشد بينما كان المتوقع أن يقوم بدفع مساعده السابق حميد بقائي إلى خوض المعركة الإنتخابية، ورافق نجاد عدد من وزراء حكومته ومساعديه أقدموا على تقديم طلب الترشيح. 
ويبدو أن قصة احمدي نجاد لم تنته بعد وانه لديه طاقة كبيرة للتحدي. 
يريد نجاد ان يستخدم جميع طاقاته لفرض التكاليف على المرشد الأعلى الذي دافع عنه في ولايته الأولى وسخط عليه في الولاية الثانية والآن يجد نفسه في موقف محرج للغاية، لأنه لا يريد دفع ضريبة رفض طلب أحمدي نجاد للترشيح كما دفع في الإنتخابات السابقة تكاليف رفض طلب رفسنجاني، ثم أن خامنئي يعرف جيدًا حجم قوته التدميرية في السياسة والمجتمع ومدى إحتياله ودهائه وغدره. 

إقرأ أيضًا: إيران: منافسة بين الشيخ والسيد في الإنتخابات الرئاسية
تحول أحمدي نجاد من رجل السياسة الى مناضل يخوض حرب عصابات سياسية والحرب عنده خدعة ليس إلا.
ومن جهة أخرى يبدو إن تحركات أحمدي نجاد الأخيرة تصب لمصلحة الاصلاحيين الذين يشكلون أغلبية الشعب ولكنهم لا يريدون إسقاط النظام حيث انهم ينتهجون نهج الاصلاح وليس الإنقلاب ولا الثورة، لو كان أحمدي نجاد بهذه الشعبية التي يملكها الرئيس خاتمي لكان يقود ثورة ضد النظام، أنه رجل جريء وأكثر، إنه قنبلة موقوقة يمكن أن يفجر نفسه في أية لحظة، اللهم الا أن شعبيته تضاءلت مع مرور سنوات حتى وصل لدرجة لا يشكل خطرًا على النظام.