تداعيات الضربة الأميركية على سورية على الساحة الإيرانية كيف تعامل الإيرانيين مع هذه الضربة
 

سارع الخبراء والمحللون السياسيون إلى إعتبار الصواريخ التي وجهها ترامب لسوريا بأنها تحمل رسائل واضحة الى ايران كما الى روسيا وأن تلك الضربة اثارت صدمة لإيران وحليفتها الشمالية، وأكد وزير الخارجية الأمريكي تيلرسون على أن تلك المهمة الدبلوماسية أخذتها الصواريخ على عاتقها. 
ولكن يبدو أن ضربة ترامب لم تتمكن من خلق ما كان يتوقع الكثيرون ومنهم بعض الدول العربية والكيان الصهيوني معها، لأسباب عدة:

أولًا: لم تكن ضربة ترامب ضربة حقيقية حيث انها كانت تفقد عنصر المفاجأة وبل يمكن القول بانها كانت ضربة كاريكاتيرية لأن الروس أبلغوا مسبقا بشن الهجوم، كما انها لم تسفر عن خسائر لا مادية ولا بشرية من العسكريين، وقيل أن هناك ضحايا من المدنيين. 
بعد ساعات من إطلاق الصواريخ قابل التلفزيون الإيراني الخبير الإيراني مسعود اسد اللهي وهو يزور قاعدة الشعيرات وقال الأخير أن تلك الضربة كانت هزيمة للولايات المتحدة وانها لم تنجز شيئًا حيث أن بنيتها التحتية لم تتضرر إلا أضرارًا طفيفة وأن الطائرات المدمرة خلال تلك الهجوم كانت قديمة ومنهكة وخارجة عن الخدمة. 
وأرسلت إيران عبر هذه المقابلة الإعلامية رسالة تقول بأن ايران لا زالت هنا في قلب قاعدة الشعيرات وأن شيئا لم يتغير على الأرض.

إقرأ أيضًا: لماذا أمر ترامب بضرب سوريا؟
ثانيًا: بالرغم من أن بعض الخبراء الإقتصاديين كانوا يتوقعون بأن تترك ضربة ترامب تاثيرًا سلبيًا على الأسواق الإيرانية فقد شهدت بورصة إيران إرتفاعًا ملحوظًا في اليوم التالي مما يوحي بأن الإقتصاد السياسي الإيراني لم يكترث بتلك الضربة التي أفرحت أعداءها. 
ثالثًا: إن ضربة ترامب ولو كانت ضربة رمزية غير جدية ولكنها أدت إلى قدر من الإنفصال بين روسيا والولايات المتحدة وهذا الإنفصال يُطمئن إيران ببقاء الروس داخل محمور المقاومة ونهاية شهر العسل الروسي الأمريكي تلك أفرحت إيران اضعاف ما أسخطها ترامب.
إيران حتى اللحظة هي الرابحة وليس من المؤكد انها خسرت شيئا خلال ضربة ترامب.

إقرأ أيضًا: إيران: منافسة بين الشيخ والسيد في الإنتخابات الرئاسية
أما الشارع فينظر إلى تصرفات ترامب تجاه الاتفاق النووي ويشعر بالإرتياح بعد ما صادقت الإدارة الجديدة على صفقات بوينغ مع إيران مما يدل على أن الإستهدافات العسكرية وحتى العقوبات الجديدة على مؤسسات وأشخاص محددين لن تشكل مصدرًا للقلق عند الرأي العام ما لم يؤدي إلى خرق الإتفاق النووي. 
وختامًا يمكن القول بأن الصفقة الاخيرة بين بوينغ وإيران هي البوصلة لا الصفعة البسيطة التي تلقاها بشار الأسد.