اتهامات سعودية لإيران بأنها صنعات داعش تدحضها الإجراءات الإيرانية بمنع تقدم داعش من جهة وبالاعتقادات التي تقوم عليها داعش من جهة ثانية و المناوئة للشيعة تحديدا.
 

نشرت الدولة الاسلامية في العراق والشام مقطع فيديو بعنوان بلاد فارس بين الأمس واليوم هددت فيه إيران بالهجوم وذلك بعد معارك الموصل التي خسرت خلالها تلك الدولة الكثير من مقومات الدولة لتكون مشروعا للتحول إلى جماعة متمردة متعددة الجنسيات قبيل معركة الرقة الحاسمة.

تم اختيار الأشخاص الذين يتحدثون في الشريط بدقة وشمولية حيث أن ثلاثة إيرانيين وهم من الأقليات البلوشية والفارسية والعربية يقدمون عرضا لتاريخ الفرس منتهين بتهديد مدن إيرانية رئيسية : طهران واصفهان وقم بالهجوم التفجيري وخاصة الحوزات الشيعية.

وعرض الشريط إقدام 4 عناصر زعموا أنهم إيرانيون وأعضاء في"داعش"، على نحر 4 عراقيين، أحدهم قائد عسكري في منظمة بدر، واعتبروا ذلك رسالة تهديد لطهران.

يأتي نشر هذا الشريط بعد التساؤل المثير لوزير الخارجية السعودي عادل الجبير الذي يرى في الهدنة بين إيران وداعش وعدم قيام تلك الجماعة الإرهابية بأية عملية عسكرية داخل الأراضي الإيرانية دليلا على التنسيق أو التحالف بينهما ليستنتج بأن داعش صناعة إيرانية!

اقرأ ايضًا: لبنان ممر إيران إلى القدس

ولا شك في أن هناك سنوات من الهدنة بين المعسكر المقاوم ( إيران وحزب الله وسوريا) وبين الدولة الإسلامية في الشام وليس في العراق لم يكن سببها إلا وجود عدو مشترك لهما وهي الجماعات المدعومة من قبل دول عربية وتركيا من أمثال جبهة النصرة والجيش الحر وفتح الشام وغيرهم التي لديها رصيد عند بعض الدول العربية وتركيا، إلا أن تلك الهدنة كان لها أمد محدد ولم تكن قابلة للاستمرار ولهذا عندما زحفت الدواعش إلى تدمر أو الموصل انهارت تلك الهدنة، وخاصة بعد تقدم داعش نحو الحدود الإيرانية، شعرت إيران بالتهديد حتى النخاع وقامت بعمليات استباقية داخل الحدود العراقية تجنبا من صد هجومها عقر دارها.

وبطبيعة الحال طالما يقتصر تهديد داعش على المعارضة المسلحة السورية أو الدول العربية فإن إيران تفضّل الوقوف على الحياد كما العكس هو الصحيح ولكن ليس هذا معناه أن يكون هناك تحالف بين إيران وداعش. بل يمكن القول بأن إيران لو كانت قادرة على صنع جماعة إرهابية على غرار داعش لكانت تتمكن من إسقاط جميع الأنظمة العربية الخليجية. 

إن اعتبار جماعة داعش وليدة لإيران ليس إلا تغويلا للدور الإيراني في سوريا والعراق، وتجاهلا واضحا للتناقضات العقائدية بين ولاية الفقيه الشيعية والخلافة الإرهابية السنية.

إن سقوط الدولة الداعشية في الموصل تصب لمصلحة إيران، لأن الدولة العراقية الصديقة تستعيد سيطرتها عليها ولكن سقوط الدواعش في الرقة بيد الولايات المتحدة وتركيا ودول عربية ليس لمصلحة إيران حيث أن الرقة لن يستردها النظام السوري بعد سقوط داعش، وتبقى محتلة في رأيها وربما موطأ قدم للتحالف الغربي العربي المصمم على إسقاط بشار الأسد.