أجد أن شيئًا ما يجمع بين كتاب رجوع الشيخ إلى صباه وبين المؤتمر السادس لدعم فلسطين المنعقد بطهران، يمكن لأن في الموضوعين حنينًا إلى الماضي أو تأسفًا بشكل غير مباشر على الحاضر، فلا قراءة كتاب أو مجلدات تتناول مرحلة معينة مهما كانت ومهما إحتوت لا يعني بالضرورة العودة إليها أو إستنساخها، فبمجرد، إقفال دفتي الكتاب سيعلم الشيخ أنه شيخ وأن الصبى صار مجرد ذكرى لا تسمن ولا تغني من جوع، هذا مع غض النظر عن مرحلة الصبا وما فيها وما عليها.

إقرأ أيضًا:  هل استحق الجديد هذا الرجم؟
وبالعودة إلى المؤتمر المذكور، فإن  الخطابات الرنانة والقصائد المبهرجة والصريخ من فوق المنابر هي نفسها التي كنا نسمعها منذ عشرات السنين، وحتى المصطلحات والوجوه والأسماء لم يطرأ عليها أي تغيير يذكر سوى أن الشيب والتجاعيد قد زادت مع مرور كل تلك السنين بشكل ملحوظ.

إقرأ أيضًا:  أمونيا - ديمونا - ومجرورنا
حتى إذا ما إنتهت أعمال ذاك المؤتمر، وصرفت عليه موازنة من الأموال الطائلة، وتلذذ المجتمعون بأطايب مأكل الفنادق، ثم عادوا إلى ديارهم على مقاعد الدرجة الأولى، مزهوين منتشين رافعين علامات النصر أمام أولادهم وزوجاتهم وكأنهم عائدون من الداخل الفلسطيني، وترجع أيضًا قوى الممانعة والصمود والتصدي من النهر إلى البحر نفسها إلى مواقعها الجديد المتقدمة، في اليمن والبحرين والعراق وطبعًا سوريا وإلى كل مكان سوى إلى فلسطين.... متزامننًا كل هذا مع بداية مرحلة جديدة في إسرائيل ببناء المزيد والمزيد من المستوطنات، وهذا بالظبط ما يحصل منذ عقود، فقد إشتعل رأس الصبي شيبًا، ولم يتعلم شيئًا.