كما أعلن الرئيس الروسي بوتين اليوم الخميس، سيتم الليلة تنفيذ قرار وقف إطلاق النار بين النظام السوري وبين المعارضة باستثناء جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) بضمانة روسية تركية.
 


وهكذا أكملت تركيا مشوارها في الانضمام إلى محور المتحالفين مع النظام السوري (روسيا وإيران وحزب الله) بعد أن صرّح الرئيس أردوغان بأن لديه وثائق وصور تُثبت أن أمريكا تدعم الفصائل الإرهابية ومنهم داعش في سوريا. وسبق هذا الموقف موقف تركي أكثر حدّة وهو تجميد المفاوضات من أجل الانضمام إلى أوروبا والمطالبة بالانضمام إلى حلف شانغهاي. ووصل الرئيس أردوغان إلى أنّ الرهان على أوروبا رهان خاسر وعليه بالعودة إلى الشرق بدل استجداء الانضمام إلى أوروبا. وفعلاً إن لها فرصة بالتحول إلى الشرق سياسياً بحكم الجغرافية الثنائية ( الشرقية-الغربية) التي تملكها هذا البلد.

وفيما يتعلق بالاتفاق الذي تم توقيعه بين النظام و الفصائل المسلحة فإنه يشمل ثلاث وثائق: الأولى تنص على "اتفاق وقف إطلاق النار في أراضي الجمهورية العربية السورية بين الحكومة والمعارضة المسلحة، وتختص الوثيقة الثانية بإجراءات مراقبة وقف إطلاق النار، تتولّاها روسيا وتركيا.أما الوثيقة الثالثة فتعلن الاستعداد لبدء محادثات سلام في سوريا.

إقرأ أيضا : قواعد عسكرية إيرانية في الأراضي السورية

وأعلن وزير الخارجية الروسي لافروف أن اجتماع أستانة (العاصمة الكازاخية) سيُعقد بمشاركة روسيا وإيران وتركيا، كما أكد على أن مصر ستدعى للمشاركة في عملية السلام السورية، وأضاف أن الولايات المتحدة قد تنضم للمباحثات، حين يتولى دونالد ترامب الرئاسة رسميًا.

وتابع لافروف القول بأن السعودية وقطر والأردن يمكن أن يشاركوا في مرحلة تالية.

إقرأ ايضا : سرّ التوقيت الزمني لاسترجاع حلب

هذا وأكد وزير الدفاع الإيراني الجنرال حسين دهقان أن إيران لا تقبل بمشاركة المملكة السعودية في المفاوضات التي تجري بين الدول الثلاث (روسيا وتركيا وإيران). وبالمقابل فإن إيران ترحّب بمشاركة مصر في تلك المفاوضات كما اشترطت سابقاً مشاركتها في مفاوضات جنيف السورية بإدخال مصر في تلك المفاوضات. ويعود السبب في حرص إيران على مشاركة مصرية في تلك المفاوضات إلى أن الرئيس السيسي انفصل عن السياسة السعودية تجاه القضية السورية واقترب منذ فترة من النظام السوري فضلاً عن كون مصر قوة إقليمية كبيرة ولها دور بارز في المعادلات السياسية في الشرق الأوسط.

وبموازاة خفض روسيا من عدد قواتها في سوريا فهل يمكن أن تقبل إيران بخفض عدد قواتها ومنهم مقاتلي حزب الله في سوريا؟ 
إن من الموكد أن على إيران أن تُقدِّم شيئًا خلال تلك المفاوضات حتى يشعر الطرف الآخر أيضاً بأنه ربح. ولهذا فإن من المتوقع أن تقبل إيران بخفض عدد قواتها وقوات حزب الله في سوريا، ومن دون تقديم إيران تنازلات خلال تلك المفاوضات فإنه من الصعب أن يُتوقع نجاحها.