بعد أن شعر عون بأنه قاب قوسين أو أدنى من قصر الرئاسة أطلق بطريرك الموارنة رصاصة الرحمة على سلة الرئيس بري ليخرمها وتتلاشى أوراقها وتضيع بذلك ورقة الرئاسة التي لا تحمل في الشكل الا  اسم الجنرال ميشال عون في حين أنها تحمل في المضمون أسماء أخرى تتناسب مع الواقع والظروف القائمة في لبنان والتي تحتاج الى رئيس صفر مشاكل وتجربة مرّة في السياسة والأمن والعسكر اذ أن الذاكرة اللبنانية لا تستطيع أن تطمر مدفع عون الذي قصف الفقراء في الضاحية وبيروت .
ردّ بطريرك الشيعة بالطريقة التي تساعد بطريرك الموارنة على اعادة النظر في الموضوع الرئاسي والسماح لخيارات أكثر صواباً وترجيحاً والتي يسعى اليها في السرّ  المتضررون المسيحيون الخائفون من مجيء الجنرال الذي سيستأسد بالحصة المسيحية على الطريقة الموجودة  لدى زعماء الطوائف وبذلك يتم إلغاء التعددية السياسية المسيحية لصالح تيّار يعكس مصالح أصهرة  وأقرباء ونواب ومستوزرين ولا يهتم كثيراً لموقع راعي الكنيسة المارونية ولدورها في الحياة السياسية ومن باب التأثير فيها .
لقد فتحت الردود وحركة المتنقلين والمجتمعين ما بين بري والراعي ما يوصد باب الرئاسة في وجه النائب ميشال عون المدعو الى عدم الخضوع أو الخنوع لأي اشتراط مسبق وهذا ما دفعه اليه ألدّ أصحابه وخاصة الدكتور جعجع والبطريرك الراعي وهذا ما سيفرض عليه الالتزام بنزعة الأنا الغير خاضعة لأحد والتي تتماشى مع ما يدعيه من أنف وكرامة شخصية طالعة من المدرسة الوطنية التي تعلم فيها أن رجل الدولة لا يخضع جبينه إلاّ للشعب .
يُدرك الصهر حجم اللعبة الأخيرة والتي تريد إزاحة العم عن كرسيّ الوصول للرئاسة لذا يجهد في البكاء على الأطلال المارونية ويسعى الى توسط حزب الله لردم ما يعيق الطريق الى بعبدا ويحاول التخفيف من نزعة التعالي عن الشروط المسبقة والتي تقيد من يعتبر نفسه أنه لا يقيد من أحد على الاطلاق باعتباره التيّار الحرّ في بلد العبودية .
فهل يكون عون ذبيحة الكنيسة ؟ وهل ستُتلى عليها الصلوات من قبل البطريركين بري والراعي  وتكون الرئاسة من حظ المنتظر بفارغ الصبر وعلى أهبة الاستعداد الوطني لملء الفراغ في الرئاسة وفي السياسة ؟