"تنبه الكتلة الى مخاطر الممارسات القمعية المدانة التي يرتكبها النظام في البحرين ضد شعب هذا البلد ومكوناته، وتستهجن الصمت الدولي المريب إزاء اعتقال علماء الدين الأجلاء وإسقاط جنسية البعض منهم وتدعو إلى أوسع حملة تضامن مع الصوت الحر للشعب البحريني المظلوم". 
هذه واحدة من أهم بنود بيان الإجتماع الأخير لكتلة الوفاء للمقاومة الذي عقد في مقرها في حارة حريك وطبعا برئاسة النائب الحاج محمد رعد وحضور كامل أعضائها الذين لا أعرف أسماءهم باستثناء وزيريها حسين الحج حسن ومحمد فنيش والناطق باسمها وتالي بياناتها بعد كل اجتماع النائب حسن فضل الله .
هذه الكتلة التي يبلغ عدد نوابها الحاليين (بحسب ويكيبيديا) 13 نائبا، تجتمع في حارة حريك أي في نص دين الضاحية الجنوبية لبيروت وترمي ببصرها نحو الشعب البحريني المظلوم (بحسب تعبيرها) وتتجاهل بالتأكيد معاناة ومصائب ما يعيش به شعب الضاحية فضلا عن االشعب اللبناني المظلوم .
هذا أمر متوقع جداً، فهؤلاء النواب إنما يصلون إلى مركز الكتلة بسياراتهم الفارهة والمفيمة (طبعا لضرورات أمنية) ، المكيف داخل السيارة شغال كما المكيفات داخل المقر فلا يشاهدون من وراء زجاج نوافذ سياراتهم لا أكوام النفايات ولا يشمون رائحتها، ولا هم يشعرون بما يشعر به أهل الضاحية ولا من يفترض أنهم ممثلوهم، فالمياه داخل مقر الكتلة متوفر بكثرة كما الآبار المحفورة في حدائق بيوتهم، وكذلك مولدات الكهرباء، فلا وجود إذا لأي من المشكلات حولهم تحتاج لصرف القليل من أوقاتهم الثمينة لذا لا بد للإهتمام أولاً وأخيراً بإخواننا في البحرين ولا بأس بالتفاتة كريمة من حضراتهم لما يجري أيضا في العراق واليمن، أليس المؤمنون إخوة ؟ 
منذ 1992 من القرن الماضي حين قرر حزب الله الدخول إلى الندوة البرلمانية اللبنانية بعد أن كان يعتبر أنّ " النظام اللبناني نظام جائر ويجب إسقاطه " كنا نظنّ كما الكثير من جمهور الحزب أن هذا الدخول سوف يضفي جديداً على العمل التشريعي في البلاد وأنّ مشاريع قوانين سوف تنهمر على رؤوس النواب الآخرين تحمل هموم اللبنانيين وتراعي مصالحهم وتراقب كما هو مفروض نشاط الحكومات اللبنانية المتعاقبة !
إلا أنّ أداء هؤلاء النواب لم يختلف البتة عن نظرائهم الآخرين إن لم نقل أنه أكثر انحطاطا، بحيث اختصر دورهم في إلقاء الكلمات بالحسينيات والأسابيع وفي تشييع الشهداء، وإصدار بيانات أسبوعية لا تسمن ولا تغني منتخبيهم من جوع، ويقول في هذا السياق عارفون بالقوانين ومشاريعها، أن عدد القوانيين التشريعية المقدمة من هذه الكتلة لا يكاد يتجاوز طيلة مدة حضورها المبارك تحت قبة البرلمان عدد أصابع اليدين .
ثمة من سوف يقول هنا، بأنّ كتلة الوفاء للمقاومة هي كمثيلاتها من الكتل، ونوابها إنما هم كباقي النواب يعكسون في أدائهم سياسات أحزابهم ومرؤسيهم ليس إلا، فلماذا هذا التخصيص؟ 
والجواب على هذه الإشكالية هو بالموافقة على التوصيف من حيث المبدأ، بأن معظم النواب لا يقومون بالحد الأدنى من واجباتهم، ليبقى أن الفارق الجوهري يكمن بأن النواب الآخرين المقصرين أمام الشعب اللبناني، والغائبين عن حمل همومه، قد تشعر منهم بمكان ما هذا الإحساس بالتقصير وبالتالي يجهدون على للعمل على تبريره وتفسيره ولو بالأساليب الملتوية. 
أما هذه الكتلة فهي غير معنية أصلا بوظيفتها اللبنانية، بحيث يتحول " الوفاء للمقاومة " هو الإهتمام بالشعب البحرييني أو هو تعطيل انتخاب رئيس للبلاد أو حتى الحضور الدائم في جنائز الشهداء، مما يعني أنها تشعرك كلبناني بأنها تقوم بواجباتها على أكمل وجه، ولا معنى بعد ذلك لأي نقد يوجه لها من قبل اللبنانيين، لأنها أصلا خارج الزمان والمكان . وهنا تكمن المصيبة .