لا شك أن اللاجئ السوري أصبح يتعرض لأقبح أشكال العنصرية في لبنان، بعد أن هرب من بلده الأم خوفا" من بطش النظام وحلفائه. في السابق، هاجم ناشطون لبنانيون بلدية جونية بعد نشرها صور للاجئين سوريين على صفحتها في موقع فيس بوك، حيث أوقفتهم بطريقة مهينة لدخولهم البلاد خلسة كما قالت. أما اليوم، وفي طريقك إلى الشمال، تستطيع رؤية لافتات منتشرة على طول الطريق، تمنع اللاجئين السوريين من التجول ما بين الساعة 8 مساء حتى لساعة 6 صباحا". لماذا تمنع البلديات اللاجئين من التجول؟ وها أصبح اللاجئ يواجه شكلا" جديدا" من أشكال العنصرية المقززة المنتشرة في لبنان؟ لتبيان ملابسات هذه المسألة اتصلنا برئيس بلدية العقيبة السيد جوزف دكاش الذي أطلع موقعنا على الأسباب الموجبة لاتخاذ هذا القرار.

" اتخذنا هذا الإجراء لأسباب عديدة منها أن تواجد معظم اللاجئين ليلا" يكون على البحر، ومعظم السرقات والمشاكل تحدث ليلا"، ولم نعد نستطيع ضبط الأمور، وقد اختلط الحابل بالنابل، وعديد الشرطة المتوفر ليلا" لدينا قليل جدا"، ولا يستطيعوا ضبط الأمور. منع التجول والتجمع لا يطال كل الأماكن، فهم يستطيعون التجمع بجانب أماكن سكنهم، وعند البحر ولا أحد يتعرض لهم، ونحن نعاملهم معاملة خاصة ومميزة يشوبها الإهتمام والإحترام، ولكننا غير قادرين على ضبط المشاكا العديدة التي تحصل، وقد حصلت عدة مرات حالات سرقة، وحالات تشليح ليلا"، وحالات دخول إلى مساكن الناس وتخديرهم، ولا نستطيع ضبط هذه الأمور، فمساحة العقيبة تبلغ حوالي 3 كلم، وجهاز الشرطة قليل العديد، إذ هناك شرطيان يعملان ليلا" فقط، ولا يوجد مخافر للدرك بجانبنا، لذلك اضطررنا لضبط اللاجئين ليلا" وحصر تناقلاتهم بأماكن معينة، ومن المعروف أن العمال لا يخرجون من منازلهم ليلا" لارتباطاتهم المهنية. في آخر حادثة سرقت فيها سيارة، ضبطنا أحد السوريين المتواجدين في البلدة بالجرم المشهود، وضبطنا أحد اللاجئين وهو يسرق أصدقائه".

ولدى سؤالنا دكاش إن كانت خطوة منع اللاجئين من التجول فعالة أجاب: " استطعنا من خلال هذه الخطوة الحد من المشاكل والسرقات التي كانت تحصل، خاصة وأن معظم تنقلات اللاجئين تحصل من خلال الدراجات النارية الصغيرة الحجم، ولا يملكون أوراقا" قانونية، وهذه الدراجات تستخدم في عمليات السرقات، لهذا كان لا بد من اتخاذ هذا القرار.