عند ما أعيد انتخاب جورج بوش الإبن الجمهوري  في نوفمبر العام 2004 رئيساً للولايات المتحدة أعقبه  انتخاب محمود أحمدي نجاد أكثر المرشحين تشدداً في إيران، لأن سجل أعمال بوش الإبن في غزو أفغانستان واحتلال العراق كان مخيفاً للإيرانيين ودفع الموثرين على الساحة السياسية الإيرانية بالوقوف مع مرشح يكون مستعداً للوقوف في وجه جورج بوش، وهكذا انتصر أحمدي نجاد على الشيخ هاشمي رفسنجاني المرشح المعتدل بعد أشهر من انتصار جورج بوش الإبن على منافسه الديمقراطي جان كيري.

ويرى محللون إيرانيون بأن فوز رفسنجاني في تلك الانتخابات (2004) لم يكن يجدي نفعاً لإيران في ظل الولاية الثانية للرئيس بوش وكانت إيران حينها بحاجة إلى رئيس يشبه بوش الإبن في التشدد والصلابة، وفعلاً انتهجت إيران في ظل ولاية الرئيس أحمدي نجاد سياسة حافة الهاوية حتى تغيّر اتجاه السياسة الخارجية الأمريكية في عهد الرئيس باراك أوباما الذي وعد بأنه ينوي التسوية مع إيران بحال قبولها قواعد اللعبة الدولية ومغادرتها المشاريع الاستفزازية، فبالرغم من أن الولاية الثانية للرئيس أحمدي نجاد تزامن مع الولاية الأولى للرئيس أوباما ولكن لم تدخل إيران معه في التفاوض، حيث إن أحمدي نجاد لم يكن رجل مرحلة التفاوض والتسوية، بل كان رجل المواجهة. ولهذا أُتيح للشيخ المعتدل حسن روحاني الذي كان لديه سابقة في التفاوض النووي مع الدول الأوربية الثلاث (فرنسا- بريطانيا- ألمانيا) أن يقدم نفسه كمرشح للرئاسة بينما كان بإمكان مجلس صيانة الدستور أن يرفض أهلية للترشيح كما رفض أهلية الشيخ رفسنجاني.

 

وكما قضية الولايات المتحدة مطروحة دوماً في إيران، فإن موضوع إيران مطروح كذلك في الولايات المتحدة خاصة خلال الحملات الانتخابية. الجمهوريون يرون بأن الاتفاق النووي مع إيران كان اتفاقا سيئاً يجب الحد من أثاره السلبية، بينما الديمقراطيون يرون بأنه كان إنجازاً تاريخياً حيث جنّب وقع حرب جديدة، وكان لافتاً أن الرئيس أوباما أكّد خلال كلمته في اجتماع هيلاري كلينتون الانتخابي بأن الاتفاق النووي تم بتوجيه وإشراف هيلاري حتى يُجنّب العام من مخاطر حصول إيران على السلاح النووي.

وحتى جو بايدن صرّح بأن الاتفاق النووي كان من إنجازات هيلاري كما تيم كين الذي عيّنته هيلاري معاوناً أولاً لها بحال فوزها، أكد على أن هيلاري كانت تقدم آرائها الاستشارية للرئيس أوباما خلال المفاوضات النووية وكانت حريصة على إنجاز الاتفاق.

وفي المقلب الآخر فأن الجمهوريون يستغلون جميع الفرص من أجل التهجم على الاتفاق النووي وصرح المرشح الجمهوري ترامب بأن هذا الاتفاق يجب تغييره وهكذا يطالب بالمستحيل، حيث لم يعد بإمكان أحد في العالم تغيير الاتفاق النووي طالما تلتزم إيران بتعهداتها.

ويمكن القول بأن فوز المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون في الانتخابات الأمريكية ستزيل الكثير من العقبات أمام الولاية الثانية للرئيس روحاني.