فضيحة جديدة تضاف إلى قائمة الفضائح المتفشية في المجتمع اللبناني. هي ليست فضيحة جنسية، ولا فضيحة مالية، ولكن أقل ما قد يقال عنها بأنها فضيحة أخلاقية بكل المعايير، حيث كشف المحامي ملحم خلف لموقعنا أن بعض الوزراء باتوا يستوردون الطحين من الخارج، ويطحنوه في بيوتهم، ويأكلون خبزا" صحيا" لأن الطحين في الأسواق اللبنانية بات موضع شك!! إذا"، معالي الوزراء يعلمون جيدا" مدى خطورة الطحين الموجود في الأسواق اللبنانية على الصحة، ولأن الوقاية خير من قنطار علاج، فقد بدأ معاليهم فعلا" بالتوقي، ولكن يبدو أنهم  "نسوا" بأن هناك أربعة ملايين لبناني يتناولون طحينا" قد يكون مسرطنا"، ولكن لا يهم طالما أن صحة معاليهم وجيبتهم بألف خير. في السياق نفسه، نفذ عند التاسعة والنصف من صباح اليوم اعتصام دعت إليه جمعيتي حماية المستهلك في لبنان، وفرح العطاء، والمفكرة القانونية، وتجمّع " وحدتنا خلاصنا "وجمعيات أخرى للمطالبة بتشكيل الهيئة اللبنانية لسلامة الغذاء، وتفعيل دور المواطنة في الحياة اليومية. لمعرفة ما قد تؤول إليه الأمور في حال لم توافق الحكومة على تشكيل الهيئة، تحدث المحامي ملحم خلف لموقعنا عن آخر تطورات هذا الملف:
" نحن نعتقد أن ما صرح به دولة الرئيس تمام سلام وباقي الوزراء يمكننا أن نبني على الإيجابية التي نقلوها لنا، وقد وضعوا ملف تشكيل الهيئة على جدول أعمال مجلس الوزراء، ونحن ننتظر اليوم قرارا". في حال كان القرار سلبيا"، ولم يكونوا متنبهين إلى خطورة الأمر على صحتنا وسلامتنا، سنتخذ عندها خطوات لاحقة وقريبة، ولن نسمح لهم بإطعامنا السموم. أمامنا مسارين: مسار قضائي سيزيد من الضغط على الحكومة لتقوم بالمسؤوليات الملقاة على عاتقها، خاصة وأنها تتحمل مسؤوليات أساسية في المسار الإجرائي، ومسؤوليتها أن تقيم كافة الأمور الإجرائية لإنفاذ القوانين، وهي تتغاضى عن مسؤوليتها، وبالتالي المسار القضائي سيكون بهذا الإتجاه، أما المسار اليومي، فباعتقادي سيكون لنا خطوات تدريجية. 
كل ما نطلبه اليوم هو ألا يطعمونا السموم، واحتجاجاتنا سلمية، ولا نريد أن نفعل غوغائية في البلد، وهذا السم الذي تطعمونا إياه ليس خطيرا" علينا فقط، إنما عليكم أيضا"، وعلى أولادكم، وعلى صحتكم. نحن سنفضح مسألة اليوم. بعض الوزراء باتوا يطحنون الطحين في بيوتهم خارج إطار المطاحن، ثم يخبزوه. إن كان هذا هو الحل فليقولوا لنا. ليس من المقبول أن يستورد الوزراء طحينا من الخارج ويأكلوا خبزا" مختلفا" عن الخبز السام الذي يطعموننا إياه لمجرد أنهم لم يأخذوا قرارا" في مجلس الوزراء بخصوص هذا الأمر الخطير".