للمرة الاولى ومنذ بدء الثورة السورية اجد نفسي مضطرا للرد على تصريح لرئيس المجلس النيابي اللبناني الاستاذ نبيه بري بعد اشادته لصمود نظام الاسد ست سنوات وانه لولا تضحيات حزب الله في سوريا لكانت داعش في بيروت ويختم حديثه موجها رسالة للاميركيين اذا كانوا يعتقدون اننا كمشة شيعة يستفردون بهم فهم مخطئون فرد احد ضيوفه من الاميركيين انه قرار الكونغرس ولا نستطيع التاثير به فرد عليه ابا مصطفى اذا كنت تصدق انت نفسك انه قرار الكونغرس فانا اصدقك 
ومن نافلة القول ايضا يا دولة الرئيس اذا كنت نفسك مصدقا لصمود نظام ابن انيسة فنحن نصدقك ايضا , اوليست واضحة لديك خيوط المؤامرة على سوريا قرابة نصف قرن من الزمن وما زالت عقدها مخفية من الجد الى الابن الى الحفيد ال الاسد.
هل ما يحصل في سورية حمامات دم أم انتفاضة على الحركة التصحيحية المزعومة؟ هي سنية الثورة ام علوية النظام ام تركية او ايرانية التسليح ؟ هل البديل عن النظام العربي الرسمي هو الفوضى المزعومة ام مزاج الشعوب مع الإسلاميين؟ هل ما يحصل في سورية ثورة او صراع سياسي اقليمي ؟
إجابات لأسئلة شلال الدم في سورية
هل النظام السوري نظام “مقاومة” و”ممانعة”؟
النظام السوري (لمن يحبّ أن يتناسى) شارك في غزو العراق عام 1991 بقواته المسلحة تحت قيادة الولايات المتحدّة، ووقف مع إيران في حربها على العراق، وتفاهم مع كل وكلاء اميركا في المنطقة لا بل معها مباشرة على لبنان ، كما شارك النظام السوري في مذبحة مخيّم تل الزعتر الفلسطيني عام 1976، وصبرا وشاتيلا عبر مجرم الحرب الصهيوني ايلي حبيقة وحرب المخيمات الفلسطينية الي رفضناها فعوقبنا بنفينا قسريا خارج لبنان ولرفضنا دعم حرب الاخوة الاعداء في اقليم التفاح واستنكار قمع وقتل ثكنة فتح الله التابعة لحزب الله في البسطة وقتل رموز وفادة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية واستباحة اعراض ودماء القوميين والوطنيين وغزو عاليه وصيدا ودعم الانعزاليين (حلفاء “إسرائيل”) ضد القوى الوطنية في بعض مراحل الحرب الاهلية اللبنانية.ومن ثم حرب الخوات والسرقة والتدمير الممنهج لبنية الدولة اللبنانية ووقف اعمال منظمة نسور الزوبعة وجبهة المقاومة الوطنية اللبنانية وقتل القائد الوطني الكبير كمال جنبلاط والشيخ صبحي الصالح وحسن خالد , ومنع عمليات المقاومة في منطقة العرقوب وجبل الشيخ المحاذية لمنطقة الجولان المحتل لا بل اعتقال كل رموز العمل المقاوم الذي لم ينصاع لارادة عنجر ومجلسها المخابراتي
هل هذه مكوّنات وتصرّفات نظام “مقاومة“و”ممانعة”؟ بالقطع لا. وإن كان البعض يعتبر تهريب النظام السوري أسلحة لحزب الله في الماضي شفاعة له على ممارساته، فمن الواضح أن مثل هذا النظام لا يقوم بذلك التزاماً منه بـ”مشروع التحرر”، والا لما كان نظاماً انتهازياً وطائفياً وقمعياً وفاسداً وهي أمور تتناقض مع أبسط متطلبات التحرر، بل هو يقوم بهذا لقاء مبالغ مالية وامتيازات اقليمية. وسيط مدفوع الأجر لا أكثر. ولو وجد من يدفع نيابة عن الجزب القومي ومجموعاته القتالية ضد العدو الصهيوني لما ساهم في عملية تدميره قيميا واخلاقيا وتنظيميا
وإن كان النظام السوري “يحتضن” فصائل “المقاومة” الفلسطينية، فمن الواضح أن هذا الاحتضان كان لدواعي الشد والجذب الاقليميين، مجرّد ورقة يلعبها النظام السوري حين يريد، ويسحبها حين يريد، هذا على اعتبار ان هذه الفصائل “مقاومة” بالمعنى العلمي الشمولي، لأنها جميعاً (باستثناء الجهاد الاسلامي وحماس والوية الناصر صلاح الدين واللجان الشعبية ) تعترف بشرعية دولة الكيان الصهيوني على حدود 1967 بوضوح أو مواربة، . ويعرف الضليعون في أمور فصائل دمشق أنها ترتبط بمكتب خاص بالمخابرات السورية هو المسؤول عن التنسيق معها بشكل مباشر، ويتم التعامل معها على أنها منظمات “عميلة” لا شريكة: تعامل أمني مخابراتي لا علاقة له بالمستوى الاستراتيجي والسياسي. ومن هنا جاءت تصريحات رامي مخلوف التي يؤكد فيها (كما أكد قبله القذافي عن ليبيا) أن استقرار النظام السوري يعني استقرار “إسرائيل”، لأن هذا النظام متمكّن من أغلب التنظيمات الفلسطينية ويضبط إيقاعها بالشراكة مع إيران طبعاً.حزب الله هو التنظيم الوحيد ذو العلاقة بالملف الفلسطيني (استراتيجياً) الذي يقع خارج نفوذ النظام السوري المباشر، وقد يفسّر هذا حركيّة الحزب العسكرية والسياسية الأعلى وتأثيره الأكبر. أي أن غياب تأثير النظام السوري يؤثّر إيجاباً في مستوى أداء وحركيّة تنظيمات “المقاومة” بوجود شركاء إقليميين أكثر جديّة وأقل انتهازية فيما يتعلق بمشاريعهم للهيمنة الإقليمية (إيران). هذا يقودنا أيضاً إلى تمسّك المجتمع الدولي والولايات المتحدة خصوصاً بالنظام السوري حتى الآن، لأن سقوطه يعني تمدداً غير محسوب بدقة لإيران وروسيا على حساب الولايات المتحدة واسرائيل.

إقرأ أيضًا: هذا ليس صمودا يا دولة الرئيس بل نحر للامة 2


هل هناك مؤامرة خارجية على سورية؟ يا دولة الرئيس 
نعم. حتى الآن هناك مؤامرة خارجية من أجل الحفاظ على النظام السوري لا إسقاطه. بعضها للأسباب المذكورة أعلاه. وإلا لماذا هذا التباطؤ الشديد في رد الفعل الدولي والأميركي تحديداً ضد نظام موضوع على “قائمة الارهاب” وتمت شيطنته بشدّة طوال فترة ما بعد احتلال العراق؟ ويمكن تلخيصه كما يلي: يتم إعطاء الانظمة “فترات سماح” (تطول أو تقصر بحسب الحالة) للتعامل مع الانتفاضات الشعبية، فالجميع يفضّل من “يعرفونه جيّداً” على من “لا يعرفونه”. في هذه الأثناء، تُفتح قنوات جديدة مع المنتفضين أو من يمثّلونهم أو من سيحلّون محلّ النظام الحالي، وبحسب الانسجام مع “القوى الجديدة“واستنفاد مهمات النظام القائم، يتم التخلّي (أو عدم التخلّي) عن هذا الأخير.الذي يعتقد ان الولايات المتحدة بكل عظمتها (والاتحاد الأوروبي وغيرهما من القوى العالمية الفاعلة) ستجلس وتتفرج على التحوّلات في المنطقة دون ان تحرّك ساكناً هو محض واهم. 
لكن هذا لا يعني أن الانظمة القائمة وطنية وممانعة ومقاومة، بل هي فاسدة وطائفية وعميلة، وكانت جالسة أيضاً في حضن أميركا وفرنسا وإيران، وهي (اي الانظمة) من صنع البنية التحتية الجاهزة للتفتيت والاختراق، هي من قسم الناس الى اردني وفلسطيني عراقي وشامي لبناني اذاري وشباطي وسني وشيعي وكردي وعلوي ومسيحي، وهي من جهّز هذه الانقسامات لتتمكّن القوى الدولية من استغلالها أو اللعب عليها
.ولهذا أيضاً، تطرح كل الانتفاضات الشعبية مسائل الوحدة الوطنية وإلغاء التمييز الطائفي والاثني ومحاربة الفساد، لأن هذه المسائل هي المفاصل الكبرى التي تمكّن الانظمة القائمة من التحكم بالبلاد وتمكّن “التدخّل الخارجي” من التأثير على حد سواء.يبقى أن أشير إلى أن مسؤولية أي تدخل اجنبي حالي أو قادم هي في رقبة النظام السوري نفسه الذي يضع الذرائع لمثل هذا التدخل عبر القمع والقتل، وهيأ ويهيء البنية التحتية لهذا التدخل عبر تجذير الفساد والطائفية وتعزيز الانقسامات المذهبية والإثنية واللعب عليها
يتبع يا دولة الرئيس المقالة طويلة.