بعد مضي تسعة أشهر على توقيف المواطن اللبناني - الأمريكي نزار زكا أعلن الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الإيرانية حسين جابري أنصاري بأن حكومة الرئيس روحاني تحاول من أجل الاسراع في تسوية ملف نزار زكا، مضيفاً بأن إصدار الحكم هو من شأن السلطة القضائية ولا تتدخل الحكومة في شأن القضاء.


    هذا أول تصريح من قبل السلطات الإيرانية الرسمية حول توقيف نزار زكا منذ اعتقاله في أيلول العام الماضي في إيران، بعد مشاركته في موتمر حول تدشين مواقع التواصل الاجتماعية في طهران وبدعوة من معاون الرئيس الإيراني في شؤون الأسرة، بالرغم من أن هناك مصادر أخرى قد أعلنت في الشهور الأولى من توقيف نزار زكا بأنه اعتقل بتهمة التجسس والعمالة، ومعه إيرانيون كانوا يتعاونون معه في مجال الحرب الناعمة وفق ما ادعاه أمام جمعة طهران الشيخ كاظم صديقي في شهر تشرين الثاني من العام الماضي.


  وأضاف صديقي وقتها بأن زكا الذي تم اعتقاله في طهران، كان موظفاً بإنشاء شبكات اجتماعية في المجال الافتراضي لتحقيق مقاصد أميركية في لبنان وإيران واعتبر بأن زكا كان من رؤوس تيار الاختراق الثقافي. وأعطى امام جمعة طهران تفاصيل عن التحقيق مع نزار قائلاً  بأنه بعد التوقيف اعترف بأنه تلقى دولارات لتحقيق غاياته المشؤومة.


  بعد تغييب نزار زكا في طريق الفندق والمطار حاولت عائلته لفترة ان يتكتم على الموضوع ولكن خلال الأشهر الأخيرة استأنفت جهودها للضغط على السلطات الأمريكية للإفراج عن نزار على غرار سجناء أمريكيين - ومعظمهم من الأصول الإيرانية وحاملي جنسيات إيرانية - من السجون الإيرانية، تم تبادلهم مع سجناء إيرانيين في الولايات المتحدة. وتدعي عائلة زكا بأنه يدفع تكلفة ارتباطه مع الولايات المتحدة.


  ويبدو أن زكا وبالرغم من أنه يملك بطاقة خضراء أمريكية ولكن السلطات الأمريكية لم تكن تعتبره مواطناً بل ادعت بأنه لبناني ما يعني بأن الحكومة اللبنانية يجب عليها أن تحرك ساكناً في هذا المجال، ولكن الحكومة اللبنانية التي عجزت خلال عام كامل عن حلحلة ملف النفايات في الداخل، فضلاً عن الكثير من الملفات الداخلية والاقليمية التي تثقل كاهلها، لم تتقدم لحل ملف نزار زكا لحد الآن. 


  كان نزار فعلا حسن الحظ بالنسبة المواطن الأمريكي روبرت ليفنسون ( الموظف المتقاعد لجهاز أف بي آي) الذي تغيب عن الأنظار بعد وصوله إلى جزيرة كيش في العام 2007، وتدعي إيران بأنها لا تعرف شيئاً عن مصيره. أما نزار زكا دخل إيران بدعوة رسمية من الحكومة الإيرانية وشارك في مؤتمر رسمي في طهران، ولم تكن زيارته الأخيرة هي الزيارة الوحيدة بل قد زار إيران أربعة مرات قبل زيارته الأخيرة.


    ربما يكون سبب توقيف زكا من قبل أجهزة أمنية إيران، سوء فهم تلك الأجهزة لماهية التواصل الاجتماعي واعتبارهم أن تنشيط مجال التواصل الاجتماعي يؤدي إلى الاختراق الأمني و الثقافي.