يتراجع فعل أصحاب العقائد والمبدعين إلى أن يزولوا من ساحات الصراع مع بقائها عبئاً على تراثها ومصداقيتها مبتدعة مبررات كثيرة لانخراطها في لعبة السلطة وزواريب الانظمة كعملية تكتيكية استثنائية فاذ بها ولا مناص تغتال تاريخها بسلوكها واخذ الاداء يتناقض مع المبادئ والاهداف الاساسية ,فاول ما ضحت به بمصداقيتها على مذبح فتات من السلطة غير الفاعلة ولنفس الظروف الاستثنائية المتكاثرة لدرجة انها طبعت ادائها في السلطة، و تحولت الى ظروف طبيعية ,التاريخ المغتال بقيمه لا يستعطى من قوى اخرى عبر ادوار امنية او سياسية محدودة بل دورها تأخذه بتصحيح رؤيتها والتزامها بالأداء الصادق. فالمسألة اكثر من مواقف واعلانات انها مهام ونضالات صادقة في ساحات الصراع .

    هل يعيد التاريخ نفسه ويصنع انتصار تموز 2006 اذا كان اول انتصار حقيقي لشعبنا على الأعداء الصهاينة وحلفائهم في العالم كله منذ عقود كثيرة ويقدم نموذجاً متقدماً حياً قابلاً للانتشار والرسوخ والتطوير، وتغيير مصيرنا،

    وقبل الاجابة هل احتضن حزب الله نفسه هذا الانتصار ورفده بالمنعة وحول الثقافة في المقاومة التي انبثق من رحمها، الى ثقافة شعبية اجتماعية عامة ترفده بالقوة والتطور، عبر إحداث تغييرات جذرية في خلايا الامة ومؤسساتها واقتصادها وكل نواحي الحياة فيها. ام انه امعن في اسرها وسجنها حتى اصبحت مدجنة جاهزة للتعليب والتصدير فتحول الصراع والانتصار على الصهاينة والامبرياليين الى الصراع ضد من ثار وانتفض على حالات الفساد والتخلف والاستغلال والتآمر في داخل مجتمعاتنا.

    . الاهتراء الاجتماعي والقومي والضعف كان دائماً عاملاً اساسياً في هزائمنا ومتقاطعاً مع توغل الأعداء في داخل امتنا.كان المفترض ان يدعو حزب الله الامة الى الانخراط في ورشة تأسيس عصر الانتصارات، بتنوعاتها وإبداعاتها المختلفة الى اغناء التجربة وتطويرها وتعميمها وبالأخص اذا كان الموقع النضالي هو خندق مواجهة تاريخية كبرى ضد المغتصبين والامبرياليين، أي معركة مصير تتحدد على نتائجها مصائر الشعوب
    فاذ بالدعوة تاخذ منحى اخر فور بداية الثورة السورية فهي خطاب طائفي بامتياز وثورة على الثورة وحجر العقل وتغيير المنهج واصبحت الرؤية هي مصلحة بقاء النظام واعتبر نفسه انه المنتصر هو من يكتب التاريخ من منظار أحادي يكفر فيه جميع معارضيه ويشوه ثقافتهم وتاريخهم وحياتهم .مما ادى إلى انغلاق كل المنظومات الفكرية في الامة على نفسها ورفضت استيعاب جدلية الأنا والآخر على أرض الواقع المشترك
    .. لم يكن الدين - تاريخياً- رادعاً للصدام والتنافس والهيمنة والسيطرة والقتل، لأن الدين كفكر، حيادي، ولكن معتنقيه لم يكونوا حياديين، تبودلت التهم بالتحريف والتكفير والعمالة، وأكثر من هذا حاول نفي المغاير والمناقض له بتغييبه أو إقصائه أو إضعافه، ولكنه لم يستطع أن يلغيه أو يحذفه أويقضي عليه،بل اشتد الضغط المذهبي والخطاب المؤجج للنار الطائفية لن تسبى زينب مرتين غابت الرؤية عن جوهر الصراع ضد الأعداء الصهاينة ، وسادت مفاهيم ليست جامعة كالمصطلح القديم صراع المؤمنين والكافرين، دار السلم ودار الحرب.. ولأن الصراع الآن هو صراع المؤمن والتكفيري وهذا الصراع لا يواجه بالشعارات والأدلجة كان لا بد من الدماء واستحضار الماضي ليقرأ على ضوء الحاضر، وأرجع الحاضر إلى الماضي ليقرأ على ضوئه، ناسفاً عشرات القرون من التسامح والتعايش بين مكونات الامة
    ولعل الصورة الابرز التي يمكن رؤيتها وقراءتها من هذه المقالة هي ما قاله الرئيس السابق للموساد الاسرائيلي أكد رئيس سابق للموساد الإسرائيلي أن حزب الله اللبناني بات يساهم يوميا في الأمن الإسرائيلي من خلال القتال الشرس الذي يخوضه في سوريا، وقال إفرايام هيلفي، وفقا لما نقلت عنه القناة الإسرائيلية الثانية، في محاضرة له ألقاها بمركز فيسشر لاستراتيجات الفضاء، إن حزب الله "يساهم يوميا في تعزيز أمن إسرائيل" وذلك عند دراسته لمدى مساهمة عوامل متعددة في الحرب ضد جيوش غير نظامية مثل حزب الله أو حركة حماس.

  ورأي هيلفي أن قتال حزب الله المتزايد في الحرب الأهلية السورية يعزز بشكل كبير أمن إسرائيل لأنه يضمن بقاء الحزب منشغلا في المعارك السورية التي يعاني فيها من خسائر بشرية كبيرة في صفوف وحداته الأكثر تدريبا.

  وتابع هيلفي أن إسرائيل تستفيد أيضا من قتال حزب الله في سوريا من أجل إضعاف تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" بطريقة لا يمكن لإسرائيل القيام بها، وفقا لما ذكرته صحيفة "ألجيمينر" المتخصصة بأخبار المجتمع اليهودي بالولايات المتحدة.

    فهل مقتل القادة الامنيين والعسكريين واخرهم مصطفى بدر الدين يساهم في الصراع التكفيري اعادة التاريخ الى الوراء وصنع انتصار تموزي ام ان اسرائيل هي التي انتصرت في تموز العناقيد لعل التاريخ ايضا سيجد نفسه حتما يكتب زمن الاهتراء