أما وقد أعلن حزب الله عن استشهاد القيادي مصطفى بدر الدين، وكما كانت على الدوام شخصية الرجل يلفها الغموض والسرية شأنه شأن معظم القيادات الميدانية والامنية، يأتي استشهاده أيضا منسجما تماما مع سيرته، فلا الجهة المنفذة للاغتيال واضحة ولا حتى الاسلوب معروف وكذلك كل ما يتعلق بالحدث يلفه الكثير من علامات الاستفام.
 يبقى القول أن إسم بدر الدين قد ارتبط ارتباطا عضويا بتهمة اغتيال الشهيد رفيق الحريري مما يفسر هذا الإنقسام العمودي الكبير حول خبر استشهاده، بين توصيفه بالقائد الجهادي الكبير وبين من يعتبره مجرد قاتل ومتهم بأبشع جريمة سياسية في لبنان.
حبذ لو كان حزب الله قد تعاون مع المحكمة الدولية ومثل المتهمون أمامها بالخصوص بعد أن تيقن العالم عمق الشفافية التي يعتمدها سير العمل القضائي والامكانيات الكبيرة للدفاع بإثبات حقه وبراءته بالدليل والبرهان، وحبذا لو كانت براءة بدر الدين قد ظهرت قبل استشهاده حتى لا تبقى تهمة جريمة قتل الشهيد الحريري ملتصقة به وبحزب الله إلى أبد الآبدين ويوضع حد نهائي للجدل المؤذي حول دور الرجل وتاريخه .. وإقفال الباب بوجه المصطادين بالمياه العكرة عبر التشكيك واثارة التساؤلات عن كون بدر الدين قائد أو قاتل ؟؟؟