آلاف العراقيين الذين ضاق بهم ذرعا تحكم جارتهم الشرقية ايران بكل تفاصيل اللعبة السياسية في العراق، ومن الاوضاع  المزرية التي وصلت اليها بلادهم على كل المستويات السياسية حيث يعاني العراق  أزمة عميقة وفراغ حكومي وانقسامات عامودية تماما كما في لبنان واليمن او على المستوى الامني بعد احتلال داعش لمحافظات كبيرة بعد ان امر رجل ايران الاول في العراق نوري المالكي رئيس الحكومة السابق الجيش العراقي بالانسحاب من تلك القرى وترك خلفه كل المعدات العسكرية والكميات الهائلة من الاموال  وكذلك هي الحال بالنسبة للاوضاع الاقتصادية المزرية.
فالفقر المدقع المخيم على 80% من شرائح الشعب العراقي بكل اطيافه بسبب حجم السرقات والنهب للمال العام والفساد الاداري وعمليات السطو المنظم على الثروة النفطية العراقية التي كانت تديرها الطبقة السياسية بقيادة حزب الدعوة وبرعاية ايرانية مباشرة  كل هذه المعاناة العراقية اضيف اليها مؤخرا زج الشباب العراقي الشيعي بالخصوص بالحرب الدائرة في سوريا الى جانب نظام بشار الاسد، بقرار مباشر وبتوجيهات من النظام الايراني ايضا.

  كل هذا وذاك  وذلك دفع بهؤلاء الالاف الذين خرجوا إلى الشارع في بغداد واقتحموا المنطقة الخضراء ودخولهم  الى مبنى البرلمان عنوة، وهم يصرخون باعلى اصواتهم ومن عمق معاناتهم ومن صميم وجعهم " ايران برا برا ،، بغداد حرة حرة .. " 

  وبمقارنة بسيطة وسريعة لاحوال العراقيين وما اوصلتهم اليه الهيمنة الايرانية على بلادهم مع الحالة التي نحن عليها بلبنان لنكتشف مستوى التطابق حتى تكاد وانت تشاهد احوال العراق ان تحسب نفسك تتحدث عن لبنان بكل تفاصيله  من تعطيل للحياة السياسية، الى حماية او على الاقل غض النظر عن المجموعات الفاسدة والناهبة للمال العام، الى انشاء مجموعات عسكرية خارج الاطر الدستورية مدعومة بالسلاح وتابعة للحرس الثوري مباشرة، وصولا طبعا الى الانهيار الاقتصادي العام  وكأن هذه العناصر التدميرية هي الوصفة الايرانية الجاهزة لكل بلد تضع يدها عليه، وتمارس من خلالها وصايتها وهيمنتها، بدون الحاجة حتى الى مراعاة الظروف الموضوعية لكل بلد.
  فاذا كان وجه الشبه الكبير والمأسي التي تسببت بها وانتجتها السياسات الايرانية في كل من لبنان والعراق، فان اصوات الشعب العراقي الصادح هذه الايام في بغداد لا بد انها تسمع بوضوح في بيروت وفي ضاحيتها بالذات،  وان يتردد صداها هنا ايضا، على امل ان تخرج نفس الشعارات والمطالب من قلب الوجع اللبناني ، فاذا كانت بغداد موجوعة على الطريقة الايرانية ،، فان في بيروت قد بلغ السيل الزبى .