حتى الآن، لم يظهر أي حزب سياسي على الساحة اللبنانية بالحلّة الجديدة التي يدّعي بها ويحملها في خطاباته إن كان من الجانب الديمقراطي أو الإصلاحي التغييري.

فمن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي استبدّ بالأمانة العامة منذ عهد طويل حتى الآن مرورًا برجال السياسة الذين تنحوا عن مقاعدهم الوزارية أو النيابية وسلّموا الأمانة أيضًا إلى أبنائهم رغم أن في جعبتهم العديد والعديد من الخطابات السياسية التي تنادي بحق المواطن في الديمقراطية والحقّ في سعي المواطن نحو بناء مستقبل جديد.

ومن ضمن هذه الأحزاب حزبًا لطالما إعتبر أن شعار التغيير والإصلاح سيتيح المجال لرئيسه السابق  بالوصول إلى رئاسة الجمهورية غير آبه أن اللبناني بات مقتنعًا بأن الديمقراطية ليست سوى إسمًا مزيّفا تستخدمه الطبقات السياسية لتمرير ما تفعله من أخطاء بحق اللبناني وأعضاء حزبها.

وإن كان من المفترض أن يكون شعار التيار الوطني الحرّ مرآة تعكس ما بداخله من نوايا إلّا أنّ ما يقدم عليه رؤوس الهرم يدلّ على مدى التزوير والتزييف اللذين يحيطان بهالة هذا التيار.

وإذ أنّنا نشجّع كلّ ما يدلّ على الديمقراطية الحقيقية إلاّ أنّ ما يقوم به التيار الوطني الحر بدءًا من تعيين وزير الخارجية جبران باسيل رئيسًا للتيار الوطني الحر علمًا أن هذا الأمر كان مرفوضًّا من عدة أعضاء وبالتالي كان هناك صراع على هذا المنصب إلا أنه ما كان على ميشال عون إلا التصرّف تبعا للآية القرآنية  "الأقربون أولى بالمعروف" وصولًا إلى المعلومات التي تمّ تداولها اليوم والتي تفيد بأن  السيّدة ميراي عون هاشم، ابنة العماد ميشال عون، تنوي الترشّح الى عضويّة المكتب السياسي للتيّار الوطني الحر، من خارج الأعضاء الذين يحقّ لرئيس "التيّار" أن يعيّنهم.

وبما أن التيار في لبنان يمشي على طريقة التوريث السياسي فإنه من المتوقع للسيدة عون الوصول إلى عضوية المكتب السياسي وبذلك يتحوّل التيار الوطني الحر إلى تيار محصور بآل عون دون إفساح المجال لأي تغيير حقيقي إصلاحي.

والإختلاف بين  التيار الوطني الحر والأحزاب الأخرى يكمن في الإسم الذي يحمله هذا الحزب والطريقة التي يقدّم بها نفسه إلى اللبنانيين على أنّ رئيسه السابق هو المخلّص الوحيد لهم في ظل تنامي الصراع السياسي على رئاسة الجمهورية باعتبار أنه واحد من ثلاثة مرشحين،

وانطلاقا من هنا فإن النقطة المهمة التي يجب أن نطرحها الآن والمتمثلة  في حال استطاع الأخير احتلال كرسي الرئاسة، هل سيمدّد لنفسه وسيحوّل لبنان إلى إمبراطورية آل عون تحت شعار "التغيير والإصلاح"

سؤال برهن التطورات السياسية.