و”بعد مخاض عسير وفترة طويلة من المعاناة طويت صفحة من عبء كبير جاثم على صدر لبنان واللبنانيين، وبعد ‘تعثر وعرقلة شهدتها البلاد في ظل وضع سياسي مأزوم نتج عنه الكثير من النزاع وعدم التوافق وفي ظل ذلك وفي ظل استحالة إيجاد مخارج وحلول داخل لبنان لموضوع النفايات وضع  مجلس الوزراء  حل ترحيل النفايات كحل مؤقت وانتقالي ومرحلي”

بهذه الكلمات زف رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام الخبر السار إلى اللبنانيين في اجتماع مجلس الوزراء الاستثنائي الذي استمر على مدى 6 ساعات متواصلة ليلا.

فالحكومة اللبنانية خرجت بهذا القرار مهللة بانتصار جديد على الشعب اللبناني الفقير إذ أنها ولمرة جديدة استطاعت أن تضع اللبناني في خانة الأمر الواقع الذي فرضته عليه.

ولعلّ محاولة تأخير هذا الملف حتى الآن ليس سوى محاولة من الحكومة اللبنانية لتقسيم الأرباح والحصص على أنفسهم كي لا "يطلعوا من الموني بلا حمص"، ولكن مهما فعلت الحكومة ومهما تمردت فإن الشعب الذي يريد الحرية ويحاول تحرير لبنان من نظام يدعي الديمقراطية لكنه في الحقيقة نظام ديكتاتوري مستبد بحقوق اللبناني سيبقى لها بالمرصاد.

وتعقيبا على هذا الأمر أجرى موقع لبنان الجديد إتصالا هاتفيا مع الناشطة في حملة "بدنا نحاسب" نعمت بدر الدين التي نكن لها كل الإحترام نظرا لجهودها المبذولة في هذا الملف فأجابت عن سؤال يتعلق بالخطوات التي قد يأخذها الحراك المدني خصوصا أنه كان قد توعد سابقا بأنه لن يسكت إذا اتخذت الحكومة اللبنانية قرار ترحيل الملف.

فأجابت أن "السعر الحقيقي لملف النفايات لا زال حتى الأن غير محدد لذلك طلبنا توحيد سعر الطن من باب أن  يشمل الفرز والكنس والفرز والرفع وحتى أنه هناك  كلفة استشارية  تبلغ   10 بالمئة لا نعلم ماهيتها  إضافة إلى أننا نتساءل هل تم  اعتماد مناقصات بقرار الترحيل الذي تم أخذه وما هي هذه المناقصات وأين هو دفتر شروطها ولماذا لم يتم الإعلان عن هذه المناقصات بشكل علني لتنضم الشركات اليها ؟"

هذه الأسئلة المنطقية التي وجهتها بدر الدين إلى الحكومة اللبنانية أضافت عليها أنه "نسمع أن هناك محاصصة م لشركة تابعة لرئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط وأكثر من ذلك سمعنا أن الجمع والرفع الكنس والفرز ستتجدد لسوكلين والكلفة المضافة ستذهب لصالح الصندوق البلدي المستقبل" وتشير بدر الدين إلى أنهم "لا يفهمون ماذا يحصل داخل الحكومة ،فالحركة البيئية كانت معترضة لأن الحكومة  رفضت اعتماد عمليات فرز بالعمروسية والكرنتينا واليوم نسمع في الحديث الإعلامي أنه سيتم اعتماد العمروسية والكرنتينا للفرز لافتة إلى أن  العصارة والتي تعتبر أخطر شيء في النفايات ستبقى في لبنان" وأشارت  بدر الدين أن "ترحيل النفايات سيلحق ضررا بالقطاع الإقتصادي نتيجة لاعتماد المصانع على تدوير النفايات".

وأوضحت أنهم "كحراك مدني لن ينزلوا الآن إلى الشارع ويقولون  نحن ضد الترحيل قبل حصولهم على كل المعطيات التي تحيط بهذا الملف كل المعطيات ونحن امام الرأي العام لا يمكننا إلا أن نكون مسؤولين لذا قبل وجود أي معطيات لا يمكننا أن نعتصم ونقول لا للترحيل فيتم اتهامنا بالتعطيل.

وأوضحت "أن كل هذه الأمور بحاجة أن نتروى "وقد أكدت أنهم يتواصلون مع كل مجموعات الحراك المدني للخروج بدعوى موحدة وتحرك موحد يطال الجوانب".

وعما إن كان هذا القرار مجرد حل وهمي لإسكات الشعب اللبناني أكدت بدر الدين "أنه ليس كذلك خاصة أنه اجتماع استمر لساعات طويلة جدا فهم درسوا كيف  يقسمون المحاصصة على أنفسهم وعندما وجدوا حلا يرضي جميع الأطراف خرجوا بهذا القرار إلى الشعب اللبناني."

فالحراك إذًا، سيتبع هذه المرة يدا بيد خطة مدروسة جدا تتعلق بملف النفايات فهل ستستجيب السلطة لرغبات الشعب أم أنها كما كل مرة ستبقى تغتاله وتغتال جيوبه؟

سؤال برهن المستقبل القريب