من هم العلاَّكون؟هم فئة تتقن فنَّ العلك،ثم تعلك، ومن ثمَّ تعيد العلك، حينها يسقط الكلام،لأنَّ الأفواه مليئة بالأعلاك،ومن كثرة العلك يتعب الحنك، فيسقط الكلام...هم فئةٌ تعتبر نفسها أنها تقول كلاماً،وفي الواقع لا تقول شيئاً، فقط هو تحريك اللسان بالعلك،ومن كثرة العلك تظهر على الشفاه مادة لزجة تشبه رغوة الصابون حتى تصبح صمغاً...هم يظهرون في كل زمانٍ ومكانٍ، قديماً وحديثاً، وظيفتها أن تمطر الآخرين بوابل من الشتم والسب واللعن بمجرد أن يكتب الآخر فكرةً أو مقالاً مخالفاً لأحزابهم وأسيادهم، فقط لأنها فكرة، ولا أعتقد أنَّ صاحب الفكرة يتناول السب واللعن لأنه إنسانٌ..هنا يأتي دور "العلاكون" بعلك الكلام، ومن ثمَّ يأتي إخوانهم "الشتَّامون" فيشتمون ويلعنون،وهذه الفرقة ظهرت كثيراً وبشكلٍ مدروس على مواقع التواصل الإجتماعي ،ووظيفتها تكملة ما أتت به فئة العلاَّكين، النيل من صاحب المقال والتطفُّل عليه فقط لأنه خالف في كتابته رأي رئيسهم أو حزبهم أو قائدهم، وبعدها تبدأ فئة العلاكين بالعلك والصمغ، فلكل حزبٍ علاَّكه، ولكل فئةٍ شتَّامها، ولكل تنظيم بذَّاؤه، ومع الأسف يرفعون شعارات الدين والعفة والطهارة وفي الواقع قلوبهم ضغينة وألسنتهم سليطة بذيئة، نعم إنهم العلاَّكون، فيسقط الكلام في تفاهة الأقوال وسوء الأخلاق،فغايتهم مضغ الكلام والطرطقة به والهرطقة منه..وبين الفينة والأخرى يظهرون على مواقع التواصل الإجتماعي بهجومٍ صبيانيٍّ غوغائيٍّ، حمقى سفهاء ،بمنطق غير إنساني وحضاري فقط بالشتم والسب واللعن، والأذية وبالتعرُّض شخصياً ،لكي يسمعهم الآخر "ريِّسهم، قائدهم،مسؤولهم،"وآخرهم هو الذي في أُذُنيه وقراً، حيث لا حجة لهم ولا طريق لهم على ذلك الآخر غير "الهرطقة والطرطقة"..شتمٌ،علكٌ، سقط الكلام...هم الشتَّامون والعلاَّكون والمهاجمون البواسل من قوافل الفحول الجواهل، هم لا يعلمون الحلال من الحرام، ويملكون الجرأةعلى الله ورسوله وعلى حرمة الناس، ولا يأبهون لإثمٍ أو معصيةٍ، فقط لإرضاء شهواتهم الدنيوية ولأسيادهم..إنها سياسة ممنهجة ومفتعلة منهم، لأن المعيار ليس الدين بل المعيار هي السياسة التي تُكفِّر إنساناً متعلِّقاً بأستار بيت الله في مكة المكرمة، وقانا الله شرور ألسنة العلاَّكين والشتَّامين.