نواب محافظون في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني قدموا مشروع قانون يسمح بتجنيس غير الإيرانيين، من الذين يقومون بالدفاع عن المصالح الإيرانية، مبررين المشروع بأنّ منافع كبيرة تترتب على تجنيس هؤلاء، بينما القوانين الموجودة متشددة مما يتطلب إقرار قانون جديد.

تفيد دراسة نشرها مركز البحوث التابع لمجلس الشورى، الذي يقدم دراسات استشارية للنواب، بأنّ إقرار هذ المشروع يسهل تجنيس المقاتلين أو النخب غير الإيرانيين، الذين شاركوا في كفاح الحق ضد الباطل.

وتؤيد الدراسة مشروع التجنيس وترى بأن الفئات التي يشملها المشروع عبارة عن المقاتلين، والجرحى وعوائل الشهداء، والعناصر الخاصة والنخب الإستخباراتية وغير إستخباراتية.

ولوحظ في المشروع أن تجنيس أربعة من تلك الفئات الخمسة، أوكل إلى الحرس الحرس الثوري الإيراني.

الدستور الإيراني أقر بمبدأ الدم للأتباع الإيرانيين، ولا يعترف بمبدأ الاقليم، أو حق الولادة.

لم تكن الجمهورية الإسلامية الإيرانية منذ البداية في غنى عن خدمات أنصارها في أرجاء العالم، ولكنها لم تتجه نحو تجنيس أنصارها ، طيلة ما يقرب عن أربعة عقود. فهناك مقاتلون عراقيون من الشيعة وقفوا بجانب إيران خلال الحرب العراقية الإيرانية واستشهد الكثير منهم دفاعاً عن إيران مقابل النظام البعثي، ولكن لم تتمكن عوائلهم من الحصول على الجنسية الإيرانية، فضلاً عن أن هناك آلافاً من اللبنانيين استشهدوا في القتال مع الكيان الصهيوني، ويصدق عليهم عنوان خدمة المصالح الإيرانية .

ولكن ماذا حدث خلال السنوات الأخيرة حتى دفع بنواب محافظين إيرانيين، وبينهم قياديون سابقون في الحرس الثوري، إلى بلورة مشروع التجنيس؟

يبدو أن هذا المشروع الجديد الذي يعارض الدستور الايراني ولهذا من المؤكد أن مجلس صيانة الدستور سيرفضه حتى لو يقره البرلمان، كلفة جديدة يفرضها الدفاع عن بشار الأسد، حيث أن الحرس الثوري قام خلال سنوات أخيرة بتجنيد أفغان وباكستانيين وإرسالهم الى معارك الأسد في سوريا، وفي المقابل تقدم إيران، لعوائلهم خدمات وتسهيلات للإقامة والدراسة ورواتب.

ومشروع التجنيس محاولة لعرض المزيد من المحفزات للشباب الأفغان، للذهاب إلى الأراضي السورية دفاعاً عن النظام البعثي السوري.

النواب المؤيدون لهذا المشروع يرون بأن إيران تمثل رأس المقاومة في المنطقة كما يصرح بخشايش أردستاني ويضيف بأنّ هناك حرب بين سوريا وداعش، ولكن إيران لا تريد إرسال مواطنيها الى هناك، ولكن هناك أفغان أو باكستانيون أو تركمنستانيون شيعة، يريدون الذهاب إلى سوريا، للدفاع عن الأماكن المقدسة، فبإمكاننا أن نستفيد منهم .

كما الولايات المتحدة شكلت تحالفاً في القتال مع داعش، وقاية من أحداث 11 أيلول ثانياً.

ويتوقع النائب بخشايش أن حكومة الرئيس روحاني، ستعارض هذا المشروع، لأنها ترى نفسها عاجزة عن تأمين حاجات مواطنيها 75 ميليون، فمن الطبيعي أنها لن ترضى بازدياد عدد المواطنين .

ولكن موضوع التجنيس للمدافعين عن المصالح الإيرانية أصبح موضوعاً أيديولوجياً يدفع الحكومة بالصمت، وتنفيذها بحال إقراره من البرلمان .