يقول تقرير ديبلوماسي غربي وصل الى بيروت نهاية الأسبوع ان ستيفان دو ميستورا الذي يزور دمشق قرر تزخيم تحركاته، انطلاقاً من أجواء تتحدث عن تراجع الخلاف بين واشنطن وموسكو حول الأزمة السورية، التي بدأت تشهد تبدلاً متصاعداً في موازين القوى منذ ثلاثة اشهر حيث يبدو للكثيرين ان النظام بات يواجه نهايته المحتومة.

لا يمكن الحديث عن تفاهم اميركي - روسي في شأن "اليوم التالي في سوريا"، ولكن من الواضح ان هناك تقارباً بين الجانبين على ثلاثة أمور:
1- الفراغ بعد إنهيار النظام يجب ان لا يكون في مصلحة "داعش" اي بديلاً يُفترض ان يشنّ حرباً لا هوادة فيها على الإرهابيين.
2- المرحلة الإنتقالية يجب ألا تضمّ الذين تلطّخت ايديهم بالدماء، ولكن من الضروري احتواء مؤسسات في الدولة تساعد في عملية الإنتقال، وليس مفيداً الإنطلاق من "الدولة الصفر"، كما حصل في العراق عام 2003.
3- لا مكان لبشار الأسد في مستقبل سوريا، وروسيا تتكفل تأمين لجوء آمن له ولبطانته بعيداً من المساءلة امام محكمة العدل الدولية [يقول التقرير إن موسكو قايضت نهاية الاسد بضمان مستقبل مصالحها في سوريا]!
دو ميستورا يتحرك في اتجاهات كثيرة في محاولة لإحياء روح بيان "جنيف – 1" الذي كان سيرغي لافروف قد أحبطه بإصراره على إسقاط النص الذي كان يدعو الى إنهاء ولاية الرئيس الاسد، وهو ما عطّل الحل ودمّر سوريا وأدى الى ظهور "داعش" و"النصرة".
إحياء روح بيان "جنيف - 1"؟
اذاً كان من حق الشيخ حمد بن جاسم رئيس الوزراء وزير خارجية قطر ان يهزّ رأسه أسفاً على كل المآسي التي دمرت سوريا منذ ذلك اليوم، فمساء الأحد 30 حزيران من عام 2012، خرج غاضباً ومقطباً بعدما إنخرط في جدل طويل مع لافروف على خلفية ضرورة حسم نقطة مصير الاسد في بيان جنيف كشرط لإنجاح الحل، لكن روسيا كانت تراهن على الحل العسكري تماماً مثل الاسد والايرانيين.
الآن يبحث دو ميستورا عن روح بيان مؤتمر جنيف الذي نصح به بن جاسم وقاتل من أجله، والذي دمره لافروف بما جعل سوريا مقبرة العصر، ولهذا من حق بن جاسم ان يأسف ويتألم وان يقول لمحطة "فوكس نيوز" قبل ايام: "لو وجدت القضية السورية حلاً في جنيف لما وجد داعش... وان هناك ترتيبات بين التنظيم الإرهابي والأسد لإظهار ان البديل منه هو الإرهاب ولخلق وضع جديد في البلاد"!
طبعاً ليس خافياً ان الوضع الجديد يرسم الآن حدود التقسيم على الخريطة السورية!