على الرغم من المشكلة الأوكرانية التي افتعلها الغرب ضد روسيا للحدّ من طموحاتها كقوة دولية عسكرية واقتصادية وسياسية مجدداً في المنطقة، بقيت موسكو على اطلاع دقيق للأوضاع في المنطقة ولاسيما في العراق وسوريا ولبنان.

ويبدو أن روسيا استشعرت خطر ما تحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها تنفيذه في المنطقة تحت شعار محاربة الإرهاب، فجاءت الحركة الدبلوماسية الروسية لاستكشاف الأجواء والتأكيد لحلفائها في سوريا ولبنان والعراق أنّ الحلول في المنطقة لن تكون بمنأى عن دور روسي فاعل فيها يحفظ مصالحها ومصالح حلفائها...

وتتحدث المعلومات أنّ المفاوضات التي ترعاها موسكو بين أطراف المعارضة السورية والنظام السوري قد توصلت الى مبادىء قد تشكل مدخلاً لحل ما ولاسيما في حلب التي بدأ الجيش السوري يستعيد المناطق الإستراتيجية فيها شيئاً فشيئاً...

وتضيف المعلومات أن الحراك الروسي نحو المنطقة غايته أيضاً إيقاف أي محاولة عسكرية اميركية للتدخل في سوريا تحت حجة محاربة داعِش وخصوصاً ان الجيش السوري استطاع في الآونة الأخيرة وفق معطيات ومعلومات روسية وميدانية أن يحقق انجازات ضخمة إذ استعاد ما يقارب 65 بالمئة من الأرض وحافظ على المدن الأساسية في سوريا فضلاً عن الهزائم المتتالية التي تلحق بداعش في العراق.

وتتابع المعلومات الصحافية المراقبة أن جولة بوغدانوف في بيروت ودمشق وغيرها تشير الى الصراع السياسي الخفي الدائر بين واشنطن وكل منهما يحاول أن يفرض المزيد من الأوراق الضاغطة لتكون مكسباً في المفاوضات والتسويات القادمة...

وما يزعج روسيا حالياً هو قرار الإدارة الأميركية تدريب 5000 مسلح على الأراضي السعودية لمواجهة الإرهاب في سوريا خصوصاً أن واشنطن لم تميّز برأي موسكو بين إرهاب داعِش وإرهاب النظام، فما الذي تخبئه واشنطن لسوريا في الأشهر المقبلة؟

إذاً الأمور في سوريا تحديداً ما زالت ضبابية، لكن تمديد الحوار أيضاً بين إيران والغرب يدلُ أيضاً أن هناك تنازلات لا بدّ من أن يقدمها الطرفان، ليكون بالتالي الحل في سوريا قريباً وعلى قاعدة تغيير في شكل النظام ودستوره وحكومته...

وتقول معلومات صحافية أن الأيام القادمة ستشهد مزيداً من الحراك الدبلوماسي الروسي والغربي نحو المنطقة يوازيه تصعيد ميداني في سوريا والعراق في محاولة لقلب الموازين أو إحداث خرق في المفاوضات الدائرة على دوي الرصاص والمدافع. إذاً روسيا في حراكها هذا تقول لواشنطن ان اللعبة السياسية في سوريا والعراق لا تشبه ما حدث في ليبيا ولا بد من حل سياسي للجميع بعد أربع سنوات من الحرب لم يستطع فيها أي طرف إلغاء الآخر، فمتى تنضج هذه التسوية؟؟