نعم، إنهم يتاجرون، يتاجرون بدماء الناس من أجل الكسب المادي....

يتاجرون ولو سُفكت كل يوم دماء العشرات من أبنائنا في الحملات التي يروّج لها أصحابها لزيارة الأماكن المقدسّة في  سوريا والعراق...

يرفعون الشعارات الدينية والحماسية لجذب الناس والبسطاء... المهم أن يمتلىء "البولمان" ثم يصعد صاحب الحملة ليعدهم وليتأكد أنّ العدد أصبح كافياً ليحقق ما يريده من أرباح على حساب دماء الناس... ولا يهمه ما يجري؛ أيقتل الناس؟ أيخطفون؟ المهم أن تكون الجياب قد امتلأت...

وها هم اللبنانيون يثكلون بأبنائهم، ستة شهداء سقطوا بالأمس على ايدي الإرهاب التكفيري في سوريا وربما تكون هذه الحملات اللبنانية قد تعمد التكفيريون استهدافها خصوصاً أن هؤلاء ينتمي أو يؤيد معظمهم حزب الله...

فلمَ هذا الإستهتار والمتاجرة بدماء الناس؟ أي ضمير يدعوهم الى المخاطرة بحياة هؤلاء المساكين الأبرياء..؟ ثم إننا نسأل أصحاب السماحة والفضيلة والمتفقهين في الدين في الطائفة الكريمة هل يجوز المخاطرة بحياة الناس والذهاب بهم الى أماكن غير آمنة خصوصاً أن الزيارات للأماكن المقدسة هي في شرعنا من الأعمال المستحبة غير ملزمة دينياً... أين هي آراؤهم؟ وأين هي فتاويهم؟ ألم يحن الوقت للتحذير والتنبيه ومنع هؤلاء المتاجرين بالدماء أن يكفّوا ويفتشوا عن مصدر رزقٍ آخر بعيداً عن الدماء؟!

ألم يحسب هؤلاء المتاجرون أنهم قد يتعرضون للخطف كما حصل سابقاً مع مخطوفي أعزاز والمأساة التي جرّتها عند اندلاع الأزمة السورية؟!

إننا نطلق هذه الصرخة ليس لأننا لا نحبُّ اهل البيت (ع) ولا لأننا نريد ان نسجّل موقفاً او نعترض لمجرد الإعتراض والإنتقاد، إنما هي صرخة مؤلمة تسكن في قلب كل أم فقدت ولدها بالأمس، وهي كانت ترى فيه ابتسامة الغد المشرق...

ألم يحن الوقت للوعي والإنتباه وأن هؤلاء التكفيريين المجرمين يتربصون بنا شراً وهم ينتظروننا على مفارق الإستشهاد والتراخي للنيل من عزيمتنا..

نعم؛ لن يستطيع الإرهابيون إقامة عوائق بيننا وبين أهل البيت (ع)، لكنّ أهل البيت أيضاً يريدون لنا السلامة؛ وأن لا نرمي أنفسنا في التهلكة كما ورد في القرآن الكريم...

لذا فالمطلوب اليوم وضع حدٍّ لهذه الظاهرة، وأن يقال لأصحاب الحملات: "كفى متاجرة .... وحرام شرعاً أن يتعرض أولادنا للأذى من أجل جيوبكم.. فيا أصحاب الحملات... إتقوا الله وكفى..."