في وقت صحت فيه المعلومات عن سعي فريق عمل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان لاجترح نص دستوري أو قانوني يسمح له البقاء في قصر بعبدا بحكم الاستمرارية ومنعاً للفراغ، حمل زوار عين التينة على التصريحات الداعية إلى ايجاد تفسيرات دستورية لا يمكن الركون اليها، بل تساعد على نزع الثقة الدولية والأممية من لبنان، خصوصاً أن هناك سوابق للتمديد وأخرى للفراغ، ولكن ليس لحكم الاستمرارية، فالتصريحات الأخيرة المسربة من هنا وهناك ليست وليدة الفراغ ولم تأت من العبث، إنما بهدف فرض أمر واقع دستوري وقانوني ضاغط من شأنه أن يعمق الهوة بين المكونات السياسية والكتل النيابية غير المتوافقة أصلاً على تفاصيل الاستحقاق وحيثياته، في ظل تناقضات بين اللاعبين الاقليميين من جهة ومطالب المجتمع الدولي من جهة ثانية.
في هذا السياق، وعلى مسافة عشرة أيام من الفراغ الرئاسي، يعرب سياسي مخضرم عن اعتقاده أن العبرة هي في اعتراف الأمم المتحدة بأي خطوة من هذا النوع، وهذا ما لا يبدو متوفراً، أقله حتى هذه اللحظة، فالاستحقاقات الاقليمية برمتها بما فيها اللبناني تسير وفق الأجندة الدولية الاقليمية المعدة باتقاع فائق، وبالتالي فإن أي خطوة تأتي من الداخل لن يكتب لها النجاح الا اذا كان الخارج هو من يقف خلفها ويدعمها ويسبغ عليها الطابع الشرعي أو القانوني.
وهذا لا يعني أن الأمل باستيلاد رئيس جديد بات معدوماً، وإن كانت الحظوظ  في أدنى مستوياتها، بيد أن الفاتيكان وبالتعاون مع الكنيسة الروسية يضغطان بكل ما أوتيا من نفوذ لمنع الفراغ عن المركز المسيحي الأول ليس فقط في لبنان بل في المشرق العربي برمته، فالمسألة بالنسبة للكنيسة الكاثوليكية لم تعد تحتمل أي اهمال يؤدي إلى التهجير إو إلى الإيحاء بأن الدور المسيحي في المنطقة انتهى إلى غير رجعة، لا سيما بعد النكسات المتكررة التي لحقت بهم جراء الحروب والارهاب والتكفير.
وكل هذا لا يمنع من القول بأن مساعي الفاتيكان، التي يترجمها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، قد تصطدم بالمصالح الأكثر حيوية  للدول الفاعلة والمؤثرة في الاستحقاق، لا سيما في هذه اللحظة السياسية الحرجة حيث تتزاحم المواقف وتلعب التحولات دورها بشكل كبير، فضلاً عن الاتفاقات المعقودة من تحت الطاولة بين أصحاب القرار، وذلك في ظل وضع داخلي هش  لا يحتمل المزيد من الضغوط والتأثيرات، فالمتغيرات الحاصلة على الساحة السورية غيرت المفاهيم والأساليب بالنسبة لفريق أساسي من مكونات الداخل المدعوم من الخارج، ودفعت بالبعض إلى عدم التخوف من الفراغ واعتباره حالة عابرة لا بد منها في مرحلة تقطيع الوقت الاقليمي والدولي، في ظل سلسلة من الانتظارات أبرزها تطور المفاوضات الأميركية الإيرانية التي لم ولن تتوقف عند حدود الملف النووي، بل تشمل سلة لا تنتهي من التوافقات اكان على صعيد الدور أو الحجم المستقبلي أم لناحية المنظومة العربية والاسلامية والخليجية.
وتخلص الأوساط المعنية إلى الإعتبار أنن تشديد  الضغط على الاستحقاق لن يؤدي سوى إلى المزيد من التصلب، خصوصاً أن كل فريق يلعب أوراقه الأخيرة كاملة، فإما الخسارة المبنية على تراجعات في المستويات كافة  أو الربح الكامل والمؤسس إلى تعويض في لبنان عن خسارات في الاقليم.