مرحلة جديدة دخلها لبنان بالأمس مع إطلاق حزب الله مصطلح سياسي جديد على الحياة السياسية والإعلامية اللبنانية وهو "شركاء إلإرهابيين"، حيث قررت كتلة الوفاء للمقاومة في اخر اجتماعاتها اطلاق تلك المصطلح على قوى 14 آذار بحجة انها تشكل غطاءاً للإعتداء على الجيش من قبل "التكفيريين". بالطبع لا يمكن لأي لبناني ان يبرر ما حدث مع الجيش اللبناني في مجدليون والأولي، حيث استشهد العسكري سامر رزق، لكن لأي لبناني الحق في طرح تساؤلات عن الحادثة وكيفية وقوعها والى أي حد كان استخدام القوة صائباً، وذلك ليس تشكيكاً بالجيش بل بالنوايا التي يزرعها البعض للإيقاع بين الجيش والطائفة السنية في لبنان كما حدث في عبرا مع مشاركة حزب الله في العمليات العسكرية على مسجد بلال بن رباح. حزب الله الذي أطلق المصطلح الجديد "شركاء إلإرهابيين" يعلم جيداً ان الإرهاب أصبح حزءاً لا يتجزء من حياته السياسية والعسكرية اليومية، فالحزب الذي استباح بيروت والجبل في السابع من آيار والذي وضع على لائحة الإرهاب في الإتحاد الاوروبي، لا يمكن الا ان يكون ارهابياً وهو من يتهرب من العدالة بعدم تسليمه المتهمين الاربعة بجريمة إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، والمتهم بمحاولة اغتيال النائب بطرس حرب. حزب الله الذي اعتاد على الإرهاب المنظم في سوريا من قتل وذبح وتشبيح، وصل الى مرحلة أصبح لديه مصطلح الإرهاب "كشربة ماء" ينصاع له وينفذ اهدافه في لبنان ويطلقه بسهولة وبدون مسؤولية على اخصامه السياسيين. ولأن الحزب يريد تحويل لبنان الى بلد يتناسب مع مشروعه "المقاوم بنظره والإرهابي بنظر 14اذار" أطلق على خصومه مصطلح "شركاء الإرهاب"، حتى ننصهر جميعنا كلبنانيين في بوتقة واحدة أو مصطلح واحد وهو "الإرهاب". فالملاهي الليلة التي اراد ان يقفلها النائب محمد رعد ستقفل حتماً بعدما يتحول لبنان من بلد الرسالة الى بلد الإرهاب بقرار من حزب الله نفسه. بيان حزب الله بالأمس لم يكن اتهاماً لقوى 14 آذار بالتواطؤ مع الإرهابيين بل محاولة للتقليل من وقع مصطلح "الإرهاب" على حزب الله وجعله بتعريف جديد "الإرهاب=المختلف معي سياسياً" لإرضاء الذات والهروب من عذاب الضمير وتعميم تلك الثقافة المجرمة على كل لبنان لنتساوى جميعاً، فالضرورات بنظر حزب الله تبيح المحظورات. ختاماً بالحقيقة لا بد ان نوافق على مصطلح "شركاء الإرهابيين" فبالفعل قوى 14 اذار تشارك حزب الله بلبنان شئنا أم أبينا، فهم الإرهابيون ونحن شركاءهم في الوطن.