في الرابية يقبع النائب ميشال عون، ينتظر أن يرن هاتفه المحمول، أو من الممكن رسالة عبر "الواتس أب" من المعاون السياسي للامين العام لحزب الله حسن نصر الله، تفي بالغرض وتحمل بشرى مشاركته في الحكومة العتيدة. يصرخ عون في منزلة "تي زي فو، سكتوو"، متوتراً كثيراً، يهرول سريعاً كلما رن الهاتف الأرضي، أغلب المهاتفات تكون من نواب التيار "حدا اتصل جنرال؟؟"، بسرعة فائقة يقفل عون الخط فيفهم المتصل أن الجنرال "معصب". يتساءل المتابعون أين الجنرال عون من الطبخة الحكومية التي تجري الآن على قدم وساق، خاصة أن المفاوضات تعدت الخطوط الحمراء فالرسائل المتبادلة بين بيت الوسط وحارة حريك، واضحة جداً وتجري تحت أنظار عون "المغبون". نعم يشعر الجنرال بالغبن، لا قيمة له في ظل أي حوار بين "المستقبل"، و "حزب الله"، ربما حملة قناته الليمونية "ما في نوى الا سوى" أتت بمردود عكسي على جنرال الرابية، وأشك أنه أنّب القائمين عليها بسبب نتائجها الكارثية. الحال ليس أفضل عند الصهر "كرمال عيونك يا جبران ما تتشكل الحكومة"، فهو "على نار" من الممكن أن يسحبوا منه الوزارة ويعود من جديد الى لقبه الحقيقي مرشح راسب في الإنتخابات كما إبن الاشرفية نقولا صحناوي، الذي سقط في الإختبار الشعبي، الا أن ختبار السلاح أتى بهما وزراء. لا شك بأن التفاهم على حكومة وإن تم سيسهل جداً التفاهم على الإستحقاق الرئاسي، وبالتأكيد حينها سيبقى عون على لائحة الإنتظار كثيراً، ومن الممكن أن يصح عليه القول "عالوعد يا كمون".