تتسارع الاحداث حولنا , وهذه المرة بالاتجاه المعاكس للاجواء "الحربجية" التي كانت سادت فوق المنطقة بعد التهديدات الامركية ووصول حاملات طائراتها قبالة السواحل السورية وتأجيلها في اللحظة الاخيرة , فبات من الواضح ان الثمار التي بدأت تجنيها الادارة الامركية من قرار التأجيل هذا ليس مختصرا على نزع السلاح الاستراتيجي السوري والذي اصبح بحكم الواقع بعد اصدار قرار اممي بهذا الخصوص وبالاجماع هذه المرة والقاضي الى تفكيكه وتدميره , وعلى الرغم من الاهمية الكبيرة لهذا الامر بحيث وصفه اوباما " بالانتصار الحقيقي للمجتمع الدولي " فلعل التقارب الايراني الاميركي وما سينتج من تسويات هو ما يشكل الثمن الحقيقي الذي ارتضت ايران ان تدفعه مقابل توقيف الضربة على نظام الاسد والتي كانت ستشكل بلا شك سقوط محافظتها ال 35 , الا ان ما اريد ان اؤكد عليه هنا وما يعنينا كلبنانيين هو ان هذا المستجد الدولي بالرغم من اهميته الايجابية الا انه لا يعني بالضرورة اننا سنتلمس نحن اثاره وبركاته على الاقل في المدى المنظور حتى وان سمعنا عن حلحلة لبعض الموضوعات العالقة عندنا  او بعض المؤشرات التي قد تبدو بظاهرها ايجابية كالتي لمّح اليها الرئيس سليمان عن اعلان حزب الله الانسحاب القريب من سوريا ! او حتى رضوخ فريق 14 اذار لاملاءات الفريق الاخر من اجل تسهيل مهمة الرئيس المكلف , او حتى نجاح مبادرة الرئيس بري الحوارية او غيرها من العناوين  لان هذا كله لن يغدو اكثر من ظواهر براقة لا تعكس جوهر التحولات , وهذه الدعوة الى الحذر مردها الى تجارب مشابهة بنى عليها اللبنانيون امال كبيرة بالاقتراب من الوصول الى شط الامان الا انهم سرعان ما اصيبوا بالصدمة , ليس ابعدها انسحاب الاحتلال الاسرائيلي وجيش الوصاية السوري من لبنان !! وما يجب ان يدفع  بهذا الاتجاه ايضا هو التذكير الضروري بامرين اساسيين

1-     لا شك ان هناك قوى اقليمية متضرره من هذا التقارب وعلى راسهم اسرائيل لا ريب انهم سيبذلون قصارى جهدهم من اجل افشال هذا التقارب وبالتالي علينا التريث ومراقبة مدى فعالية هذه القوى وما سينتج عن ردة الفعل هذه !!

2-     صحيح بان كلاً من اوباما وروحاني قد اوكَلا وزيرا خارجية البلدين ( كيري – الظريف ) مهمة اعداد الظروف " لتعاون ضروري في اسرع وقت ممكن"  ( كما جاء على الموقع الالكتروني للرئاسة الايرانية) , لكن هذا لا يعني البتة بان يتخلى الطرفان عن اوراقهما وادواتهما في هذه اللحظة وقبل الوصول الى تحقيق مصالحهما المشتركة , ومن المعلوم وبكل اسف ان واحدة من ساحات تجاذب ادواتهما هي لبنان ,,, فحذاري من التفاول .