موقع فايسبوك أحد أهم مواقع التواصل الإجتماعي ,وقد بات أيضا واحدا من أهم الوسائل الإعلامية ومن أهم المواقع التي يعبّر من خلالها الناشطون عن آرائهم وأفكارهم وقضاياهم وكذلك فهو من الوسائل الجديدة التي يستخدمها رجال الدين وأهل العلم والفكر ومنهم سماحة الشيخ حسين عليان الذي سألناه في موقع لبنان الجديد عن موقف رجال في التعامل مع هذا الموقع وكيف يستفيدون منه .
وكان هذا الحوار


سماحة الشيخ  هل ترون أن تواصلكم عبر الفايسبوك يزيل الصورة النمطية والفكرة الشائعة بين شرائح عديدة في المجتمع وتقول بأن رجال الدين يعزلون أنفسهم عن الناس وقضاياهم ؟

أبداً لم يحضر في بالي ولو مرة واحدة أن وجودي على هذا الموقع الإعلامي من أجل إعطاء صورة ما عن شخصيتي أو عن طبيعة علاقة السلك الديني بالمجتمع ، وجودي هنا بهدف الإستفادة من الحضور المتنوع بغية الوعظ والتوجيه والتواصل مع شريحة كبيرة من الناس عن قرب حتى لا تترك هذه الأماكن أرضاً خصبة لشياطين البشر بدون موجه ومرشد يعمل انطلاقاً من قوله تعالى انما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر. ثم إن مسألة بُعد رجال الدين عن المجتمع العام مسألة قد أصبحت من الماضي لأن رجل الدين اليوم موجود بفعالية في مختلف القطاعات الأهلية والحزبية والرسمية

مولانا الكريم  إلى أي مدى يشكل الفايسبوك إعلاماً بديلاً تستطيعون من خلاله الإطلالة على المجتمع ، هل لأن وسائل الإعلام المتعارف عليها تحاصركم فعلاً ؟

أنا أنظر إلى موقع الفايسبوك كوسيلة إعلامية يمكن الإستفادة منها بنسبة محددة ورغم ما تتميز به هذه الوسيلة الإعلامية من سرعة التواصل وحرية التعبير وإتاحة فرص المشاركة لمن يشاء بدون قيود إلا أنها لا يمكن أن تكون بديلاً عن الوسائل الإعلامية الأخرى ، وأما فيما يعود لسؤالكم عن حصرية المشاركة في الوسائل الإعلامية المتعارف عليها بتخصيص البعض وإعطائهم الدور على حساب البعض الآخر هو أمرٌ أُقر به إلا أنه ليس هو الدافع أبداً للحضور على هذا الموقع كما أشرنا الى ذلك في جوابنا على السؤال الأول

. هل تأخذون سماحة الشيخ إحتياطات إلكترونية في ظل ما يحكى عن قرصنة حسابات شخصية على الفايسبوك والتلاعب بالصور وبالكلام المكتوب ؟ مبرر السؤال حساسية موقعكم بالنسبة للمجتمع ؟

الإحتياطات موجودة ولا بد منها ولكن لا استطيع القول بأنها تمنع ما تفضلتم به فهناك من أبالسة البشر من يسخر كل امكانيته المعرفية للاعتداء والتزوير إلا أن الذي يجعلني مطمئناً من هذه الناحية هو مصداقيتي ووضوحي مع الناس في السر والعلن وأي تزوير في ظل المحافظة على هذه المسلكية لا أعتقد أنه ينجح ويبقى في دائرة الإشاعات والدعايات التي لا تعيش طويلاً

سماحة الشيخ من خلال معاينتكم لموقع الفايسبوك كيف تنظرون الى استعمال الناس له ؟ وما هي السبل الأفضل برأيكم لإستعماله والإستفادة منه ؟

مجتمعنا بحاجة ماسة للتوعية والإرشاد لطريقة استخدام هذا الموقع وامثاله على الإنترنت فهناك مشاكل ومخاطر كبيرة لمستها من خلال تجربتي خاصة فيما يعود لشبابنا وشاباتنا الذين يسقطون في مستنقعات الفساد نتيجة الإغراءات الشيطانية التي يتعرضون لها بكل بساطة وقد تبين لدي أن بعض المشاكل أدت إلى الطلاق وتدمير أُسر بكاملها وهناك مخاطر تتعلق بالأطفال الذين يقضون على الفايسبوك أوقاتاً طويلة من غير أن نعرف أي نوع من الفساد يتعرضون له ناهيك عن الإدعاءات المزيفة (ذكر باسم انثى وانثى باسم ذكر) وغيرها من عمليات الغش التي قد يسقط ضحيتها الكثير من الناس ومن هنا انا ادعو أهلنا إلى ممارسة أشد أنواع الرقابة على أولادهم الذين يستخدمون الإنترنت وأن لا يعتمدوا على عنصر الثقة لأنه لا ينفع في هذا المكان وأقول لكل من بلغه كلامي تعاملوا مع الإنترنت تماماً كتعاملكم مع التيار الكهربائي لأن الخطأ الأول قد يكون الأخير وهنا لا ينفع الندم . وأما بخصوص سؤالكم عن سبل الإستفادة من الفايسبوك طبعاً لا يمكننا أن ننكر أهمية هذا الموقع الإعلامي وسواه من المواقع وأهمية الإستفادة منها ونستطيع تحقيق النتائج الإجابية من خلال توعية الناس وارشادهم الى ما ينفعهم وتحذيرهم مما يضرهم بالإضافة الى ما ذكرناه من ممارسة الرقابة المشددة لنتجنب ما نحذره ونخافه.