أشعل الارتفاع الجنوني لسعر صرف الدولار مقابل الليرة الشارع نهاية الأسبوع الماضي بعد أن لامس ارقاما خيالية في بعض المناطق. إلا أن هذا الموضوع يبقى جزءاً من المصائب اليومية المنهالة على اللبنانيين وسط أزمة اقتصادية تشتد أكثر فأكثر مطيحةً كامل القطاعات والأهم لقمة العيش، مقابل تلكؤ المعنيين وعدم اتخاذهم أي إجراءات إصلاحية جذرية. واتخذت الأحداث الأخيرة في الشارع طابعاً عنفياً هدد بتدحرج الاستقرار الأمني نحو الأسوأ. فهل تتجه مجموعات الثورة نحو إعادة تنظيم صفوفها وتنقيتها من المندسين الهادفين الى تشويه صورتها واهدافها الحقيقية؟
 
العميد الركن المتقاعد جورج نادر اعتبر عبر "المركزية" أن "مجموعات تخريبية دخلت أساساً في الثورة، وكلّما كان لنا تحرّك ما، كانت تحاول وتتعمد خلق مشاكل مع شرطة مجلس النواب أو الدرك أو الجيش"، متسائلاً "ألا يمكن لأجهزة المخابرات التي تحصي أنفاس الثوار تحديد المخربين ومعرفة من يقف وراءهم؟ من هنا، نطالب قوى الأمن وتحديداً أجهزة المعلومات والمخابرات بسحب كلّ من يتبين أنه مخرب وإلا تكون السلطة متهمة، لأن في بعض الأوقات تتم أعمال الشغب أمام أعين قوى الأمن من دون أن تتحرك. علامات استفهام عدّة تطرح في السياق حول سلوك الأخيرة، وليست هي المقصودة بل السلطة التي تحرّك هذه الأجهزة. ولا يمكن للثوار الطلب من هذه المجموعات التخريبية المغادرة أو عدم التواجد في التحركات لأن الرد يأتينا من جانبها بأن الساحة للجميع".
 
 
ولفت إلى أن "إعادة تنظيم الثورة وتأطيرها يسيران على قدم وساق، ويتم العمل على الموضوع بالكثير من الجدية. نسعى إلى جمع مجموعات من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، ولا يزال النقاش حول "ميثاق الثورة" جاريًا لتنضوي تحت رايته المكونات لتنظيم وتوحيد الجهود والشعارات. هذا يتطلب بعض الوقت لا سيما أن المقاربات تختلف مع تعدد المكونات. نريد أن تكون الرؤية السياسية واضحة ويتم الاتفاق على كلّ العناوين منعاً لبروز التباينات وتفادياً لوجود مادة خلافية لاحقاً. أما في ما خص العسكريين المتقاعدين فأصبحنا في المرحلة الأخيرة بعد تنظيم المحافظات واللجان بالتعاون مع النائب شامل روكز".
 
وأكد نادر أن "التحركات مستمرة وتفرضها الأحداث والمواقف، ونعمل على تنظيم تحرّكات على الأقل مرة أسبوعياً تحت عنوان واحد. كذلك، التواصل مستمر مع النواب المستقلين إن بالمباشر أو بواسطة العميد روكز. إذا تمكنا من إقناع النواب المتعاطفين معنا بتشكيل كتلة واحدة في مجلس النواب فتساعدنا هذه الخطوة كثيراً".
 
وتوجّه إلى الشعب الجائع الثائر، قائلاً "التخريب والتكسير وحرق المحلات لا يفيد قضيتنا، ورمي قوى الأمن والجيش بالحجارة يضرّنا. وإذا كان هناك من يحرّكهم نحو هذا الموقف فيجيب التحلي بالمزيد من الوعي والتفكير في الموضوع ملياً. إذا تحوّلت الثورة إلى عنفية سنخسر بلدنا. فما نفع مغادرة الطبقة الحاكمة وخسارة البلد؟".
 
وختم: "نعرف جيداً ما تحاول أحزاب السلطة وأجهزتها القيام به ومتأكدون من سعيهم لتشويه وجه الثورة لأنهم يخافون منها. كلّها متفقة ولا يمكن إقناعنا بأن بعضها معارضة أو موالاة، كلّها في السلطة وتختلف على الحصص. لذلك محاولة تشويه صورة الثورة وقياداتها مرفوضة لأنهم متورطون في الفساد والعمالة للخارج، أما جمهور هذه الأحزاب فأهلنا ومرحب به في الثورة ساعة يشاء".