إن اللحظة الدولية غير مؤاتية بعد والاتفاقات لم تنضج بعد رغم التنازلات الإيرانية ولذلك سيبقى لبنان على لائحة الانتظار الدولي مع المزيد من السجالات والمماحكات الداخلية والضحية طبعا هي الشعب الذي بات يعيش على حافة الهاوية بل في الهاوية نفسها.
 

لم تكن التشكيلة الحكومية السريعة التي أرسلها الرئيس "المكلف" نجيب ميقاتي إلى رئيس الجمهورية ميشال عون تشكيلة عشوائية وفي غير محلها بل كانت متطابقة تماما مع اللحظة الإقليمية والدولية، ومنسجمة تماما مع الرياح الآتية من قطر  والتي حملت إلى لبنان مناخا عاصفا سيفضي إلى تأجيل الإستحقاقات الراهنة بدءا من الاستحقاق الحكومي الآني وصولا إلى الإستحقاق الرئاسي بعد أشهر قليلة.

 

 

قرأ الرئيس ميقاتي اللحظة وهو يعلم بالاستحقاقات المؤجلة لبنانيا بانتظار الدخان الأبيض من قطر وأطلق تشكيلته وهي ليست استفزازية فحسب بل تحمل في طياتها رسالة مفادها أن الاستحقاقات القادمة لن تكون كسابقاتها ولن تطبخ حسب الأهواء الشخصية أو العائلية أو بناء على احتكار الوزرات كما كان سائدا في تشكيل الحكومات السابقة.

 

 

المشهد اللبناني اليوم رهينة الاستحقاقات الخارجية المتعثرة حتى الآن لا سيما المباحثات الايرانية الأميركية التي تخطت الإتفاق النووي بين البلدين وهي تناقش اليوم النفوذ الايراني في  المنطقة ومصير الاذرع الإيرانية فيها، وبالتأكيد فإن لبنان على رأس القائمة.

 


وإن جرى الإتفاق على الحدود البحرية وانتهى إلى التنازل الكامل عن حقل كاريش والخط ٢٩ فإن ثمة ملفات لبنانية أخرى ما زالت تنتظر ما ستؤول إليه المفاوضات الايرانية الاميركية والتي بات يحكمها أمن الطاقة العالمي ربطا بأزمة الغاز الروسي، وقد أُبلغ لبنان ومن يعنيهم الامر فيه بأن مساحة اللعب باتت ضيقة جدا ومن غير المسموح لأحد تعطيل استخراج الغاز بعدما أصبحت القضية مرتبطة بأمن الطاقة العالمي وسط الحديث عن ‏نصائح أوروبية للبنان :  أن ما تقوم به "إسرائيل" هو استخراج كميات من الطاقة التي تحتاج إليها أوروبا وأن وهذا جزءا من أمن الطاقة العالمي (الأخبار) وفي هذا السياق تلقى حزب الله رسائل حازمة وحاسمة بالابتعاد حتى عن لغة التهديد والوعيد فضلا عن القيام بأي أعمال عسكرية وأن ذلك لو حصل سيؤدي إلى رد ولن يكون إسرائيليا فقط هذه المرة .

 

 

وعلى ضوء ذلك فإن اللحظة الدولية غير مؤاتية بعد والاتفاقات لم تنضج بعد رغم التنازلات الإيرانية ولذلك سيبقى لبنان على لائحة الانتظار الدولي مع المزيد من السجالات والمماحكات الداخلية والضحية طبعا هي الشعب الذي بات يعيش على حافة الهاوية بل في الهاوية نفسها.