المعلوم بان زعيم المختارة يتمتع بأجهزة استشعار ذات حساسية عالية جدا تزودّه بذبذبات عن اي تحوّل سياسي قادم اقليمي كان او دولي وهو لا يزال ( التحول) بعدُ في باطن مطابخ القرار ولم يطفُ الى سطح الواقع , ولعل من أكثر هذه الذبذبات وضوحا عنده تلك القادمة من ناحية روسيا او الاتحاد السوفياتي سابقا , وذلك نظرا للعلاقات التاريخية التي كانت ولا زالت تربطه بتلك البلاد والتي تعود كما هو معروف الى مرحلة جنبلاط الاب . وعليه يجب قراءة مواقفه المستجدة الاخيرة ان المتعلقة بتشكيل الحكومة اوتلك المتصلة بالاحداث الجارية في سوريا والتي تمظهرت من خلال النصيحة التي اسداها لأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله طالبا منه الاسراع بسحب مقاتليه لان العد العكسي قد بدأ لنظام بشار الاسد , ومن هذه الزاوية ربما يمكننا فهم المتوقّع من ترددات للزيارة المهمة التي قام بها الامين العام لمجلس الامن الوطني السعودي ورئيس الاستخبارات العامة بندر بن سلطان منذ ايام الى روسيا ولقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتن وما حُكيى عن عرض مغر قامت المملكة السعودية بتقديمه في مقابل تخلي الاخيرة عن دعمها لنظام بشار هذا الدعم الذي يعتبر هو الاساس الاقوى في استمرارية صموده حتى اللحظة , وعلى خلاف ما اُشيع عن رفض بوتن لهذا العرض وذلك بحسب تحليلات حلفاء الاسد بشكل خاص والتي لا تخلو من سذاجة او هي اقرب ان تكون تحليلات رغبوية بحيث بانوا وكأنهم يعتقدون بان علامات نجاح الصفقة هي فقط بان يخرج بوتن الى الملأ في مؤتمر صحفي ليقول فيه لشركائه : " بالاذن يا اخوان لقد تمت العملية بنجاح "! وهذا بالطبع خارج سياق العلاقات الدولية وبالاخص اذا ما اضفنا السمات الاساسية لطبيعة هذا اللقاء والتي خيّم عليه بالضرورة مميزات الرجلين القادمَين من عالم المخابرات لتكون الصورة حينئذ ليست كما تبدو عليه للمشاهد العادي ان لم نقل انها قد تبدو عكس الظاهر تماما , فيصعب في مثل هذه الحالات الرؤية الصحيحة وحقيقة المشهد الا عند من كان به خبيرا ,, ومن هنا يتولد السؤال البديهي , ماذا التقط الرادار الجنبلاطي ؟؟؟؟