نادرة هي المرات التي تحدث فيها امين عام حزب الله بهذه النعومة وهذه السكينة , كما في طلته الاخيرة بعد افطار هيئة دعم المقاومة بحيث نستطيع ان نقول بانه فاجأ الاقربين فضلا عن الابعدين فكثرت بعده التحاليل والتساؤلات عن لغز هذا المستجد المستهجن وبالاخص هذا الانفتاح الغريب على الساحة الداخلية ومد اليد هذه المرة لا رفع الاصبع ومطالبته بالحوار غير المشروط مع عملاء الامس القريب ومع اصحاب الاجندات الخارجية !! لذا فلا عجب ان نجد معظم التعليقات على خطابه هذا كانت تتسم بالكثير من التشكيك بجدية ما جاء فيها من مواقف وانها لا تعدو اكثر من محاولة ايجاد حاضنة داخلية يحتاجها الحزب ولو على المستوى الاعلامي لخلق حالة شعورية عند جمهوره بان ما يتعرض له من عملية عزل لم تكن نتاج خيارات خاطئة اقدم عليها في الفترة الاخيرة يأتي في مقدمها وقوفه العسكري الى جانب نظام بشار الاسد وبعد فشله الذريع في ادارة شؤن البلاد وتعطيله للحياة السياسية فيه فتكون هذه الحالة الشعورية  كرد اولي لما يعرف انها ستؤول اليه احواله بعد خسارته للحاضنات التي طالما تمتع بها ان على المستوى العربي او الاسلامي والدولي والتي تتهاوى الواحدة تلو الاخرى , وما يدعم اصحاب الرأي التشكيكي هو عدم بروز اي من المقدمات الضرورية التي يمكن ان توحي بجدية طرحه الايجابي المستغرب , فلا هو سحب مقاتليه من سوريا ولا حتى مواقف قياديي الحزب التي سبقت هذه المبادرة كانت تشير الى اي ليونة مفترضة لاعادة تحريك مسار تشكيل الحكومة او غيره , من هنا فقد جاءت دعوة نصرالله الى الحوار كأنها دعوة بتراء بالقراءة السياسية البدوية مما يعني انها ليست اكثر من ستارة يخشى انها تخبئ خلفها مأرب اخرى , هذا بلحاظ ان الحزب عودنا وعبر مسيرته الطويلة بالخصوص اذا ما تذكرنا الايجابية الكبيرة التي ظهر عليها في الجلسة الحوارية الاخيرة التي سبقت حرب 2006 ووعده للبنانين بصيف هادئ بانه يعتمد قاعدة تقول " ليس كل ما يعمل يقال "! لذا فالايام القادمة وحدها كفيلة في ان تفسر لنا سر هذا الهدوء!!!