مما لا شك فيه ان ما يجري في سوريا من قتل ودمار وسفك دماء وتخريب هو اقرب ما يكون الى الحلم الاسرائيلي الذي طالما تمناه لكل بلد عربي وهو تماما كما عبّر احد قياديي العدو بأنه معجزة لم نكن نتوقع تحقيقها , واكتمال هذه المعجزة جاء عند اعلان حزب الله المشاركة بالقتال بشكل مباشر , ومن السذاجة بمكان اعتبار ان ما وصلنا اليه هو بمحض الصدفة وان ليس خلفه عقول شيطانية جهدت لتوريطه بدءا من ذاك الضخ الاعلامي المهول لاثارة الخلافات السنية الشيعية من خلال فتح محطات فضائية ممولة مخابراتيا ليس عندها من عمل الا بث السموم بين المسلمين وهذه الفضائيات مفضوحة عند كل ذي بصرو, انا لا اعتقد بان الحزب كان غافلا عما يدبر له وللمنطقة من خلالها , وقد استطاع طيلة الفترة الماضية تجنب الدخول المباشر في هذه المعمعة البغيضة بالرغم من مساهماته بتزكية اجوائها ولو عن غير قصد نتيجة اداء سياسي متهور الى ان جاءت الاحداث السورية فكان الخطأ المميت بوقوفه الى جانب النظام ولو سياسيا واعلاميا في بادئ الامر وهذا الموقف برأيي  جاء مسكونا بقراءة " لبنانية " خاطئة تفرض استحالة وجود في ظل القبضة المخابراتية الفولاذية لهذا النظام اي امكانية لمعارضة حقيقية ومنتجة وبالتالي فان الموقف في بداياته لم  يكن اكثر من بيعة سياسية سيقبض الحزب ثمنها عند انجلاء الغبار البسيط بعد سحق ما سمي انذاك بحراك اطفال درعا , ولان في قاموس الحزب لا وجود لمفردات من قبيل اعادة القراءة او خطوة تراجعية او اعتراف بالخطأ اخذت بعد ذلك كرة ثلج تموضعه الى جانب النظام تكبر وتكبر ولأن المراد هو اقحامه بشكل مباشر ومعلن جاء دور خدعة ( جنيف 2 ) واوحي بان التسوية السياسية هي قاب قوسين او ادنى وان طاولة الحوار السوري قد مُدّت وان كِلا طرفي المفاوضات يجمع اوراقه وملفاته ونقاط قوته للذهاب بها , وهنا وقع الحزب مرة جديدة في الشرك المنصوب له وهرول صوبه بمحض ارادته  على امل ان يهدي النظام ورقة قوة عبارة عن انتصار ميداني في مدينة القصيرعُمل عن سابق تصور وتصميم على تضخيمه وانه المفصل الذي منه تبدأ عملية التفاوض ومن خلال وضعه على الطاولة يستطيع النظام ومن خلفه الحزب فرض شروط يساهم هو في صياغتها  ولم يكن الهدف الا جر الحزب الى مزيد من التورط , ومرة اخرى طار جنيف 2 ووقع الحزب في الفخ .