يُحمل حزب الله وحده مسؤولية الأزمة السياسية بعد أن تحملت حركة أمل وحدها مسؤولية الأزمة الإقتصادية وبشخص رئيسها نبيه بري وهذا ما وضع الثنائيان في قفص الإتهام الدائم ودون محاكمة لمعرفة حقيقة المسؤولية المتعلقة بهما في تدهور ما هو متدهور في لبنان .

 


حماسة البعض الزائدة وعدم نضوجه الكافي يفرح بهذا الإفتتان بقوّة المسؤولية عن أزمة البلاد والعباد وهذا عائد لأسباب أخرى أيضاً أهمها بالنسبة للحزب تنحية حليفه العوني عن كل سبب نكسوي وجعل جبران بطلاً مارونياً أمام المسيحيين ظناً منه ان في ذلك ما يبقي المسيحيين في عهدة التيّار الحرّ مخافة إنجرارهم وراء حزب القوّات لهذا يغلب الصمت والسكوت عن ما يطال باسيل في تجربته المرّة في العهد والحكومات فتُلصق تهم الفسادين السياسي والمالي بحزب الله كونه راعي منظومة الفساد الحكومي .

 


حتى صمت ملفات الحزب لتغطية الفاسدين من حلفائه تطال من هم أدنى من التيّار العوني ليشمل أشخاصاً يحرص الحزب على توزيرهم أو على نيابتهم كونهم من ضلوع محور الممانعة كأن الممانعة تحتاج إلى فاشلين وإنتهازيين وأشباه نساء كي يفتتن البعض بهم فيقربهم زلفى كي يكونوا قاب قوسين أو ادني من مرق السلطة  ومنهم من يبرر ذلك على الطريقة الفقهية فيحسبهم من المؤلفة قلوبهم كي لا يكونوا خصوماً لمحور المقاومة .

 


شرب الرئيس بري شراب الصمت وقدّر لنفسه أن يكون مكسر عصا الجميع في الفسادين السياسي والمالي ولم يحرك مركباً واحداً للدفاع عن نفسه أو للهجوم على غيره حتى أنّه لم يسمح بذلك الأمر الذي جعل من الطعن في خاصرته وفي صدره من إختصاص حلفائه من فلتة جبران التي فتح من خلالها " الملق " وفلته  إلى المؤلفة قلوبهم إلى حلفاء النظام السوري إلى أشباح الليالي لا من إختصاص خصومه المفترضين وهذا ما أكدّ مسؤولية الرئيس عن الأزمتين ونسيان الآخرين من مافيات الطبقة السياسية والطغمة المالية .

 


يبدو أن إستطراب البعض لنغمة فائض القوّة الشيعية والحماسة المتهورة لجمهور الثنائي يرضيه ويجعله متحوفاً بهذة الصفة التي تشوّة الحقائق وتجعل خراب البصرة من صنع  شيعة أمير المؤمنيين علي بن إبي طالب لهذا يستطيب مقولات الفراغات التي يصنعها حزب الله برضا حركة أمل لتجويف السلطتين الأولى والثالثة وجعل البلاد إحدى رهائن الإتفاق النووي .
ما يسرده المسيحيون في ذلك يساعده على ذلك المتهيصون من المؤلفة قلوبهم أو ممن يستشعرون لذّة القوّة في اللبنانيين دون دراية أن هذه اللذة هي من أوصلت الموارنة إلى ما هم عليه بعد أن كانوا أسياد السلطة وهي من أوصلت كل من كان في القمّة السياسية إلى أسافل الجبل أو وضعته في جحر واد سحيق غيرذي زرع .

 


من هنا مساعدة البلاد على التعافي والمساهمة الفعلية في إنقاذه أولوية شيعية بحكم القوّة التي تتمتع بها ويجب إستخدامها بشكل إيجابي وهذه فرصة تاريخية كي لا يكون مصيرنا كمصير الطوائف الأخرى التي نامت قوية واستقاقت هاربة من الملاحقة التاريخية .
بتقديري أن القيادتان في المستوى المطلوب لتنحية أصحاب النزعات العصبوية ممن يميلون كل الميل إلى ما يسلب القوّة مساهمتها في تعزيزالإستقرار بمعناه الإصلاحي والتنموي .