ردت إيران على الشروط الأميركية فيما خص نهائيات المفاوضات حول الإتفاق النووي وأصبح جواب الرسالة الإيرانية قيد الدرس الأميركي أو باتت طابة المفاوضات النووية في الملعب الأميركي وعلى لاعب البيت الأبيض أن يستجيب لما وافقت عليه إيران في مرحلة أوكرانية مستغلة إيرانياً وبطريقة ذكية جداً لا إمكانية فيها للتردّد الأميركي لحاجة أميركا وأوروبا لإستقرار ما وللإستفادة الممكنة من العروضات الإيرانية .

 


سرور الفرنسيين يعادله شرور الروس إذا ما وافقت أميركا سريعاً دون تردد أو مماطلة خاصة وأن الأوروبيين ينشرون تفاؤلاً غير حذر من الرد الإيراني وهذا ما يلامس بُعد الهف الإيراني في المرمى الأميركي .

 


ثمّة من يقول أن الإدارة الأميركية الحالية أي الوريثة الشرعية لسياسة أوباما تسعى مجدداً إلى تعاون علني لا غير معلن مع إيران كما هي التجربة القائمة منذ زمن في العراق أو كما هي محددة في سورية واليمن وكما هي مثمرة في لبنان وهذا ما يجعل الموافقة الأميركية أكثر من مطلب للرئيس بايدن .

 


ويناءً عليه يفترض المتفاؤلون أن العالم والمنطقة ستشهد بداية جديدة لتحالف عميق في منطقة الشرق الأوسط له اكثر من إنعكاس سياسي على التوازنات الدولية وهذا ما ينهي بشكل أو بآخر جملة تحالفات تاريخية ويستعيض عنها بعودة جديدة لعلاقات تاريخية أيضاً من خلال نشوء تحالف أميركي – إيراني على حساب التحالف الأميركي – الخليجي والسعودي تحديداً خاصة وأن المملكة بدت مستاءة من طبيعة علاقة الولايات المتحدة معها والقائمة على الصلف والإبتزاز المالي وما صفعت ولي العهد لقفا الرئيس الأميركي إلاّ تعبيراً صارخاً عن مدى الإستياء السعودي من السياسة الأميركية إتجاهها.

 


عشية الصحوة الروسية الإنتحارية ضدّ أميركا وأوروبا وجد العرب ضالتهم في الدب الروسي للتخلص من الثعلب الأميركي وبدا التقارب الروسي – العربي ينذر بإقتراب الخروج من دائرة المصالح الأميركية والبحث عن بدائل أخرى روسية وصينية وهندية وهذا ما شجّع الإدارة الأميركية إلى تبني الدور الإيراني بشكل علني على حساب العرب .

 


نحن أمام تبادل منافع ومصالح جديدة من شأنها أن تستبدل حلفاءً مكان حلفاء وأدواراً بدلاً من أدوار مما يعني أن رفض إيران للطلب الروسي بتأجيل القبول بالتوقيع على الإتفاق النووي في ظل حصار روسية وعدم الإشتراط من خلاله لفك العزلة عنها إيذاناً بإلتزامات جديدة مع أوروبا وأميركا كي تفك إيران عزلتها وتأخذ أموالها وتستعيد دورها في المنطقة من موقع الشرعية الدولية لا كما هي الآن  خارجة عن طوع الشرعية الدولية .

 

ثمّة من يقول أن أميركا لن تتخلى عن النفط الخليجي وعليه لن تترك الخليجيين لأحد غيرها وهذا قول طبيعي لكنه مع صعود نجم إبن سلمان كملك إستثنائي بات من الصعب على الولايات المتحدة أن تقول للشيء كن فيكون وتجربة ولي العهد في حدوده الدنيا باتت عصيّة على أميركا في حدود المطالب المرفوضة جهراً ودون مواربة .

 


وثمّة من يقول أيضاً أن أميركا ستجد حاجاتها من النفط محفوظة في الإنتاجين الإيراني والعراقي كإستعاضة ملحوظة وإن كانت غير مقرؤة في الإتفاق النووي اذا ما تمّ التوقيع عليه في القريب العاجل .