عاجلا او آجلا سيدرك خصوم الحزب ان كل ما انجزوه من خروقات، لن يكون لها اي اثر في تغيير المشهد السياسي القادم ان لم نقل انه سيأخذ البلاد الى المزيد من التأزم لمصلحة الحزب ولمزيد من تحشيد الشيعة حوله طالما فشلوا في الخرق ولو بمقعد شيعي واحد،،،،، وللاسف هذه ما سوف يحصل، ويحوّل ما انجز من خروقات الى مجرد اوهام لا قيمة لها، .... والخاسر الاكبر سيكون لبنان واللبنانيين طبعا .
 
لم تكن معركة حزب الله الانتخابية هذه المرة معركة ببعدها الوطني، وبالتأكيد لم تكن معركة لإنجاح الحلفاء كما اعلن امينه العام، فكل الارقام الرسمية وغير الرسمية وحجم التفاوت الهائل بين التي حصل عليها مرشحو الحزب اولا وثانيا، ومن ثم المرشحون الشيعة الحلفاء على لوائحه ثالثا، تثبت بما لا يدع مجال للشك ان كل هم الحزب كان تحصين المقاعد الشيعية من اي اختراق محتمل. وهذه الاستراتيجية هي التي ساهمت الى حد كبير بإحداث الخروقات في الجنوب الثالثة، فاسعد حردان ( المرشح عن المقعد الارثوذكسي ) لم يجير له الحزب اي من اصواته وكذلك الحال مع مروان خير الدين المرشح عن المقعد الدرزي ، الذي كان صرح قبيل الانتخابات بانه يضمن النجاح بأصوات أحد أحياء مدينة الخيام الجنوبية ( الاصوات الشيعية ) وكذلك هي الحال في معركة بعلبك الهرمل، وهذا الاستشراس الذي شهدناه في هذه الدائرة، والتي لم يُقرأ بشكل صحيح بحيث اعتبر ان المستهدف في كل ما حصل بهذه الدائرة من تجاوزات وصلت الى حد اطلاق الرصاص والتخوين وضرب المندوبين وسحب وتهديد المرشحين وانسحابهم ، فوضع كل هذا الهيجان في خانة محاربة النائب المرشح عن حزب القوات اللبنانية انطوان حبشي، فيما الحقيقة هي ان المستهدف الاول والاخير كان المرشح الشيعي الشيخ عباس الجوهري. صحيح ان هذه المقاربة من قبل الحزب جعلته يتقوقع مذهبيا، وخسر كثيرا ببعده الوطني حين خسر الكثير من مقاعد حلفائه الاساسيين على مساحة الوطن بدأ من فيصل كرامي مرورا بارسلان ووهاب وصولا للفرزلي وما يسمى باللقاء التشاوري الى الانخفاض في مقاعد حليفه المسيحي بالتيار العوني. فالحزب الذي يعتبر ان اولوية الاولويات في هذه المعركة كان تحصين تمثيله المذهبي، يرى ان الاختباء خلف الطائفة هو الحصن الامتن والجدار الاسمك الذي يستطيع من خلفة حماية نفسه من رياح التغيير العاتية التي تلمّس هبوبها في لبنان منذ 17 تشرين، ويضمن بالتالي الاستمرار بحماية المنظومة الحاكمة، ويتفرغ حينها لمعاركه القادمة من موقعه المحمي مذهبيا، وبداية هذه المعارك واولها واهمها هي معركة رئاسة مجلس النواب، حيث يستطيع بالاعتماد على موقعه المذهبي وامساكه بكامل التمثيل الشيعي من فرض الرئيس بري كمرشح وحيد وبالتالي وضع كل الافرقاء امام إما بري وإما الفراغ .. كبداية لتفريغ باقي الاستحقاقات القادمة من تشكيل حكومة جديدة وانتخاب رئيس جمهورية. وعليه فعاجلا او اجلا سيدرك خصوم الحزب ان كل ما انجزوه من خروقات، لن يكون لها اي اثر في تغيير المشهد السياسي القادم ان لم نقل انه سيأخذ البلاد الى المزيد من التأزم لمصلحة الحزب ولمزيد من تحشيد الشيعة حوله طالما فشلوا في الخرق ولو بمقعد شيعي واحد،،،،، وللاسف هذه ما سوف يحصل، ويحوّل ما انجز من خروقات الى مجرد اوهام لا قيمة لها، .... والخاسر الاكبر سيكون لبنان واللبنانيين طبعا .