فورب الكعبة، إن خديعة الدعوة الى الصبر وإعادة انتخاب هؤلاء المجرمين، لهي دعوة يخجل بها حتى عمر بن العاص بذات نفسه، ولو كان اطلقها بصفين بدل رفع المصاحف، لقام عليه سفلة جيشه وقاتلوه وقالوا له : اتدعونا يا ابن الزرقاء لنقتل انفسنا ثم تأمرنا بالصبر؟! فو الله ما هذا الا صبر قبيح، من لسان قبيح لا يكون الا لصاحب قلب قبيح ... قبح الله وجهك . ,
 

متشوق انا لحصول الانتخابات النيابية في الاشهر القادمة، لا لأنني آمل كثيرا بحدوث تغييرات جوهرية في الاكثرية النيابية الموجودة حاليا، والتي اوصلت البلاد والعباد الى قعر جهنم، وحتى وإن حصلت المعجزة واستفاق اتباع الزعيم ورعاع احزاب السلطة وأحدثوا بأصواتهم فارقا كبيرا، يبقى أن الكلمة الفصل في حصول تحولات كبرى وإصلاحات متعذرة هي للسلاح الحامي دوما لمنظومة الفساد واربابها مما يعني أن الانتخابات ومهما كانت نتائجها فإن البلاد لن تتنفس الصعداء طالما السلاح حاضرا.

 

 

أما رغبتي بحصول الانتخابات فهي حصرا لمراقبة الدعاية الانتخابية الجديدة والادبيات التي سوف يلجأ اليها احزاب السلطة الفاشلة بالعموم وفي مقدمهم حزب الله، والتعرف على الوسائل الشيطانية التي لا تزال في جعبتهم، وحجم الكذب والتضليل والخداع وكمية النفاق التي يحتاجونها لإقناع جائع ومريض وذليل لاعادة انتخابهم مرة جديدة.

 

 

بدأت إرهاصات حملات النفاق والتضليل تطل برأسها ذو الثلاث شُعب، الحصار – إستهداف "المقاومة" – الصبر ... 

 

أما الشعبين الاولين فهما من الشعارات القديمة البالية التي لم تعد تنطلي الا على الجهال او المستفيدين الوصوليين، ولا حاجة بنا هنا للحديث عنهما ولا عن تهافتهما وفضح مرادهما الباطل، أما الدعوة المستجدة الى "الصبر" وتزينه في عيون الاتباع على انه دعوة حميدة قد سبقنا اليها الرسل والاولياء وحتى القران الكريم "وتواصوا بالصبر" فهذا لعمري قمة الدجل وادنى مستوى من مستويات الضحك على عقول الجمهور.

 

 

"فالصبر الجميل" المطلوب أن يتحلى به المؤمن إنما يكون حصرا على الابتلاءات والمصائب والامراض والكوارث الطبيعية التي تصيب الفرد او المجتمع ولا يكون له دخالة بحدوثها ووقوعها، ولا مناص له من إبعادها ودرء مخاطرها، وان يكون قد سعى بكل ما اوتى من قوة وحكمة ودراية وعقل وتخطيط مسبق وعمل دؤوب لكف شرها، ولما لم يستطع الى ذلك سبيلا، ووقعت الواقعة فلا مناص حينئذ من اللجوء الى الصبر، وحينها فقط يكون الصبر جميلا.

 


 
أما أن تنتخب سارقيك، وتحمي ناهبيك، وتسلم رقبتك ورقبة اولادك لظالميك ، وتجعل من نفسك نصيرا للمجرمين، ولا تتواصى بالحق، وتساهم بصوتك بإفقار الفقراء والمساكين، وتسلط على البلاد من ثبت اجرامه وبانت عورته وفساده أو فشله وقلة حيلته، ومن ثم يأتي من يدعونا للصبر، على ما جنته أو يمكن أن تجنيه أيدينا، فهذه خديعة ما بعدها خديعة، أين منها خدعة رفع المصاحف في صفين.

 

 

فورب الكعبة، إن خديعة الدعوة الى الصبر وإعادة انتخاب هؤلاء المجرمين، لهي دعوة يخجل بها حتى عمر بن العاص بذات نفسه، ولو كان اطلقها بصفين بدل رفع المصاحف، لقام عليه سفلة جيشه وقاتلوه وقالوا له : اتدعونا يا ابن الزرقاء لنقتل انفسنا ثم تأمرنا بالصبر؟! فو الله ما هذا الا "صبر قبيح"، من لسان قبيح لا يكون الا لصاحب قلب قبيح ... قبح الله وجهك .