هذه الرؤية قد تكون قاصرة وغير واعية واصحابها ودعاتها من تاركي منطق القوّة ولا حول لهم لذا يتعكزون على عصي السياسة السلمية في حين أن مبصري الثورات يرون في الطريق الطويل والشاق قاب قوسين أو أدنى من منتهى الوصول الى التحرير الشامل والكامل وما الحروب القائمة الآ تعويذات ممهدة للصلاة وتكبيرة الإحرام في إولى القبلتين .
 

ثمّة لغة ملتبسة أو مشفرة ما بين إيران الإسلامية و"اسرائيل" اليهودية وهي تحتاج الى خبراء في تفكيك العبوات الكلامية لمعرفة ماهية اللغة السائدة بين الجهتين العدوتين بعد ان أمست التهديدات روتينية بينهما والتي لم تصل يوماً الى اللحظة المنتظرة بغية الخلاص من التهديدات المتبادلة والوصول إلى الأفعال المرتقبة كي تنتهي المنطقة من مرحلة الحرب الباردة او الناعمة وصولاً الى السخونة المرجوة لتحرير اللغة الكلامية من القيود وجعلها أداة مباشرة للحرب .

 


نستفيق في كل مرحلة على عرض قديم - جديد للعدو الإسرائيلي ضدّ إيران من ضمن سلّة عروض أو جملة مشاريع معروضة على الإدارة الأميركية كي تمضي عليها وفي كل مرة يستمزج فيها الرأي الأميركي تذهب العروض والمشاريع الإسرائيلية أدراج البيت الأبيض وتغيّر طائرات العدو إتجاهها . ومع كل تهديد إسرائيلي تنفخ إيران عضلة الحرس الثوري القادرة على هدم أحجار الهيكل اليهودي في سويعات . واليوم تصحو من جديد دعوات " إسرائيل " المتكررة لضرب المفاعل النووي الإيراني بعد أن أصبحت مفاوضات فيينا مسرحية مملة وفاشلة وتتكرر معها نفخة إيران للعضلة الثورية الجاهزة لتدمير الكيان بكامله .

 


حتى التهديد الجديد يراوح مكانه رغم وصول المفاوضات الى خواتم سلبية بعد أن لعبت إيران بدول 5+1 لعبة الذهاب والإياب المتكررة دون أن تعطي شيئًا وهذا ما دفع الإسرائيلي الى استغلال الموقف لعلّ أميركا تسمح له بالعدوان على إيران وضرب المنشأت النووية .

 


يبدو من خلال طول الوقت المتبع والمستقطع ما بين إيران والعدو الإسرائيلي صعوبة الوصول الى تنفيذ التهديدات لأسباب كثيرة تتعلّق بحرق منطقة أوسطية غير مستعدة وغير مرحبة بهكذا عدوان وهذا ما يجعل التهديدات الإسرائيلية – الإيرانية مجرد شد لحبال رخوة لا أكثر وهذا ما يُضعف من العروض الإسرائيلية ويجعل منها مجرد صيحات هستيرية وهذا ما يضعف أيضاً من الإستعدادات الإيرانية لتحرير القدس من خلال جيوش تتدرب وتستعد في ساحات أخرى وهذا ما يجعل من مشوار تحرير قلسطين طويلاً جداً كونه سيمر بعواصم العالم غداة تلاقي عواصم عربية مع تل أبيب الأمر الذي يكرّس صراعاً لا نهاية له بين ما هو قائم على جانبيّ المتوسط من محور مقاوم وممانع ضد محور محتل وعميل وقد قلّص من حجم الرهان المبكر على تحرير فلسطين من البحر الى النهر بسنة ضوئية كاملة وزاد من احتمال بقاء فلسطين محتلة لمئات السنيين الضوئية .

 


هذه الرؤية قد تكون قاصرة وغير واعية واصحابها ودعاتها من تاركي منطق القوّة ولا حول لهم لذا يتعكزون على عصي السياسة السلمية في حين أن مبصري الثورات يرون في الطريق الطويل والشاق قاب قوسين أو أدنى من منتهى الوصول الى التحرير الشامل والكامل وما الحروب القائمة الآ تعويذات ممهدة للصلاة وتكبيرة الإحرام في إولى القبلتين .