وكأن الموقف الاميركي الفخ يُنصب مجددا، ولكن هذه المرة لامين عام حزب الله حسن نصر الله (حاكم لبنان)، المرحب بطريقة غير مباشرة (من خلال البرودة التي تعاطى به إعلام الحزب) بالموقف الاميركي هذا، وإتخاذه منصة لاجتياح السعودية ومعها دول الخليج إعلاميا وسياسيا.
 

إستوقفني كثيرا حضور القائم بأعمال السفارة الاميركية في بيروت ريتشارد مايكلز إجتماع ما سمي بخلية الازمة التي شكلتها حكومة ميقاتي مع بدايات ظهور "الازمة القرداحية"، والموكلة من قبل رئيس الحكومة باتخاذ القرارات المناسبة لحل هذه الازمة المستجدة والتخفيف من تداعياتها الكارثية على لبنان 

 


الجدير بالتذكير هنا، أن الجو الذي كان سائدا قبيل إنقعاد اللجنة معززا بتسريبات مصادر مطلعة على خبايا الامور كلها كان تؤكد بأن الوزير جورج قرداحي قد كتب إستقالته وان موعد تلاوتها هو الخامسة والنصف عصرا من بكركي، وهذا ما يستطيع اي مراقب ان يقرأه ويتأكد منه بين كلمات سليمان فرنجية ( مرجعية القرداحي )، والذي قاله بعد لقائه البطرك الراعي  ممهدا الموعد المرتقب لصعود القرداحي الى بكركي التي فضلها فرنجية كمكان للاستقالة بدلا عن بعبدا حتى ( ما يبيعها ميشال عون للسعوديين ) كما قال.

 


 
المتغير الوحيد الذي قلب الامور رأسا على عقب هو ما قد قاله الموفد الاميركي داخل لجنة الازمة، وبسببه ذهبت الامور في منحى مختلف تماما فلا القرداحي استقال ولا الحكومة ورئيسها.

 

 

بات في هذا الوارد ايضا مما يشي بما لا يترك مجالا للشك ان الموقف الاميركي كان معارضا لأي من الاستقالتين، مما اعتبر كضوء أخضر لانفجار الازمة مع السعودية والخليج بدون أن يؤثر ذلك على مستقبل الحكومة الميتة سريريا أصلا، واعتبار أن بقاء الحكومة هو مطلب أميركي.

 

 

إقرأ أيضا : القضاء اللبناني في ايديولوجيا حزب الله

 

 

هذا الموقف الاميركي الملتبس، يذكرنا تماما بلقاء السفيرة الاميركية في العراق ابريل غلاسبي، ولقائها الشهير قبيل احتلال الكويت والذي كشفت عنه الصحيفة الالمانية "دي فيليت"،، واكدت عليه بعد ذلك مجلة "فورين بوليسي" الاميركية التي نقلت تفاصيل اللقاء مؤكدة ان السفيرة الاميركية وقتذاك في العراق أوضحت لصدام حسين انها لا تملك رأيا حول الخلاف الحدودي بين العراق والكويت، مما اعتبره صدام كضوء اخضر لاحتلال الكويت، ليتبين بعد ذلك ان الموقف الاميركي ما هو الا فخ نصب لصدام حسين وكانت حرب الخليج الاولى والاطاحة بصدام بعد ذلك.

 

 

وكأن الموقف الاميركي "الفخ" يُنصب مجددا، ولكن هذه المرة لامين عام حزب الله حسن نصر الله (حاكم لبنان)، المرحب بطريقة غير مباشرة ( من خلال البرودة التي تعاطى به إعلام الحزب ) بالموقف الاميركي هذا، وإتخاذه منصة "لاجتياح" السعودية ومعها دول الخليج إعلاميا وسياسيا.