أيام سوداء بانتظار اللبنانيين ، لطالما استمرت سياسات التشاطر والتعطيل والتجهيل والانكار ،أما النتيجة فيبدو أنّها الفوضى، ولا شيء سوى الفوضى، التي يُعتقد أنّها ستتمدّد أكثر فأكثر في القادم من الأيام في مشهد قد يصحّ وصفه بالجنون، الذي لا يدرك أحد تبعاته وتداعياته الكارثيّة على العباد و البلاد .
 

فيما مؤامرة هدم الوطن تمضي من دون هوادة بإرادة وقيادة بعض المسؤولين في البلاد وعنها، يسير توازيا مسلسل الانهيارات المعيشية  في حلقة جديدة كل يوم، في ما يبدو مخططا له لإغراق من تبقى من اللبنانيين الشرفاء الطامحين الى اعادة بناء الوطن على اسس اصلاحية، في سبحة هموم لا تنقطع تثنيهم عن مجرد التفكير بالهم الوطني الكبير، وتتيح لأصحاب المخططات الخبيثة تنفيذ مشروعهم الجهنمي بهدوء.

 


ورغم كل هذا البؤس، لا شيء تغيّر لدى القيّمين على أمور العباد والبلاد، ليتجلّى الانفصام بأبشع حلله بين شعب يكاد يقتله اليأس وغداً المرض والجوع، وبين مسؤولين لا يرفّ لهم جفن الا متى دعت الصلاحيات والمصالح ومستقبل هذا أو ذاك. وها هي الحكومة لا تزال رهينة رغم كل ما جرى ويجري من مساعٍ ومبادرات، إلا أن الحقيقة في مكان آخر تماماً.

 


من يراقب تدرّج المشهد اللبناني، لا يمكن الا ان يلاحظ سيناريو توزيع الادوار السياسي ومراكمة الازمات بطريقة منسّقة لا تترك مجالا للمواطن للتفكير بغير توفير لقمة العيش والدواء والمحروقات والبحث عن كيفية تأمين كهرباء بديلة عن تيار الدولة والمولدات الخاصة التي اضطرها التقنين القاسي البالغ 22 ساعة في اليوم الى اعتماد التقنين بدورها لتتعطل مسيرة الحياة اليومية العملية والتعليمية والانظمة التشغيلية كلها وصولا الى لحظة اعلان وفاة الدولة، وربما هذا المطلوب .

 


أن المعالجات التي يتم اللجوء إليها في بعض الملفات تكاد تشبه إبر المورفين لأن اي حل نهائي يستدعي الابتعاد عن سياسة الترقيع المتبعة ،أن ما من افق لأي مساعدات إلى لبنان قبل بلورة الصورة عن تأليف الحكومة وفي هذه الحال تزداد القناعة الى ان ثمة تقطيعا للوقت .


وهكذا الأزمات تتوالد وتتكاثر، وقد حلّت في القطاع الصحي انقطاعاً في الأدوية والمستلزمات الطبية والبنج وتقنيناً في موافقات الدخول الى المستشفيات، وانتقائية بين مريض وآخر . 

 

 

إقرأ ايضا : أمل الحكومة اللبنانية على مبادرة الرئيس بري

 

 

 

إنه الواقع الأسود الذي اصبح اللبنانيون رهائنه. واقع العتمة وتبعات انقطاع الكهرباء، الذي لن يجدي معه نفعاً فكّ أسر اعتماد سلفة خزينة جاءت هذه المرة بموافقة استثنائية ممهورة بتوقيع رئيسي الجمهورية وحكومة تصريف الأعمال، فهذا أقل من أن يُوصف بالحل المؤقت لأزمة لا تكاد تخبو لتعود وتطلّ برأسها.

 


وهكذا مع تزايد مؤشرات الانفجار السياسي نتيجة التاخر في تشكيل الحكومة، والانفجار الاجتماعي والمعيشي نتيجة ارتفاع سعر الدولار لامس 15 الف ليرة وحيث عاد قطع الطرقات من قبل بعض المحتجين على الوضع المعيشي.
اصبح وضع لبنان يدعو الى التشاؤم، حيث بلغ الخطوط الحمراء، ولا حدود للمخاطر التي سيتعرّض لها والمواطن اللبناني، بكل أسف، سيكون امام صعوبات كارثية. 

 

انّ الصعوبات التي تعترض المساعدة الدولية للبنان تتركّز في انّ القادة اللبنانيين يمنعونها عن لبنان. عندما يتم اللقاء بهم يسمع منهم ما يتبيّن لاحقاً انه كذب، لان لا توجد لديهم التزامات صادقة.


بناء على المعطيات التي تتوفر من لبنان حيال ما يتصل بالمشاورات الجارية لتأليف الحكومة، يخشى ان الوضع المرتبط بهذا التأليف قد وصل الى انسداد واضح، الامر الذي ينظر من خلاله بقلق على لبنان.

 


الجميع على بَيّنة دقيقة من حقيقة الاوضاع في لبنان، وأن المسؤولية تقع على قادة البلد. وبالتالي، لا يوجد اي توجّه دولي حتى الآن لإطلاق اي مبادرة تجاه لبنان، طالما انّ السياسيين في هذا البلد، وهذا مُستهجن ومستغرب، لم يقدموا اي اشارة ايجابية تعكس رغبتهم في إنقاذ بلدهم. بل هناك إصراراً من قبلهم على رفض تشكيل الحكومة والشروع بإصلاحات إنقاذية فورية، تُعيد التوازن للبنان، وتريح الشعب اللبناني الذي يتعاطف معه الجميع في وضعه المحزن.

 

 

أيام سوداء بانتظار اللبنانيين ، لطالما استمرت سياسات التشاطر والتعطيل والتجهيل والانكار ،أما النتيجة فيبدو أنّها الفوضى، ولا شيء سوى الفوضى، التي يُعتقد أنّها ستتمدّد أكثر فأكثر في القادم من الأيام في مشهد قد يصحّ وصفه بالجنون، الذي لا يدرك أحد تبعاته وتداعياته الكارثيّة على العباد و البلاد .