لم يتخل ولد شبعا عن دجاجته فلحق بها الى داخل السياج الفلسطيني كي يعيدها الى سياج قنه الخشبي رغم أنف المحتل ولم يترك المصور حدثاً صغيراً كي يصنع منه بطولة أو حدثاً بحجم شعب ومجتمع ولولا طرفة الصبي في اختياره بعد جهد جهيد للمصور الإنحياز لصورة تجمعه مع الرئيس بري في إطار واحد لكانت الصناعة المطلوبة من العدسة تركيباً لنمطية سائدة في الشخصنة الحزبية .

 


لقد تخلى فلسطينيون وعرب عن فلسطين لا عن دجاجة بكل نماذجهم وأفكارهم حتى المتأدلجين منهم تخلوا عنها بدعوة الزحف إليها من عواصم عربية ومازالوا على زحفهم بعيدين كل البعد عن فلسطين التي قتلوا بعضهم بعضاً على حبها أكثر بكثير مما قتلوا من العدو الإسرائيلي  ولو كان فيهم أو من بينهم أمثال الصبي الذي لم يتخل عن دجاجته لما هلكت تيارات الأمّة العربية والإسلامية ولما انهزمت أنظمة التصدي والصمود في حروب ودون حروب مع المحتل .

 


طبعاً حرَكت عدسة مصور المنار وسائل التواصل الإجتماعي بحيث شعرت الأمّة بعزة غير معهودة في دجاجة لم تدخل بطونهم بل حركت طبائع إيديولوجياتهم المنتفخة بعظمة الإنتصار على العدو الغاشم وهم نيام أو مقرفصين على شاشات لهوهم يتناولون السكاكر أو المملوحات مع شراب الشاي أو الشعير كل بحسب علاقته مع المحرمات أو عدم الإيمان بها باعتيار أهل الإيديولوجيا ملاحدة ومؤمنيين .

 


من الطبيعي أن لا تهز الأزمة الإقتصادية الخانقة الجماعة المؤدلجة فلا ارتفاع صرف الدولار يعنيها ولا الغلاء يعنيها ولا البطالة و لا قلّة الحيلة وشُح العيش ولا الأزمات الإجتماعية من الفساد الخُلُقي الى الإتجار بالممنوعات الى فقدان لبنان لكل مقومات دولة معتدة بقوّة إقتصادها وسقوط أبسط وسائل الحياة يومياً ضحايا جرّاء سياسات السلطة الحاكمة .

 

 

إقرأ أيضا : الحريري صعبي يتعلم

 


 لذا،هذه الجماعة غائبة بالكامل عن هذا المشهد أمّا عن مشهد دجاجة شبعا فهي حاضرة بكل ديوكها وبشعرائها و أدبائها إن و جدوا  مع ثلة من المحللين البعيدي المدى رغم أنهم من أصحاب النظارات السميكة ومن ضعفاء النظربدرجات غير محدودة ومع هذا فإنهم  يبصرون ما وراء الغيب وما وراء غبار ما تنعفه الدجاج بأرجلها بحثاً عن دود الأرض .

 


لم تحظ دجاجات عربصاليم بإهتمام جماهير الإيديولوجيات النائمة كما حظيت دجاجة شبعا من تأييد قل نظيره بل لُعنت دجاجات عربصاليم وشتمت و سُممت بألسن من مبرد إيديولوجي حاد قاتل ومميت على الفور ولا إمكانية معه للتجربة في إفتعال ما يحتاجه الدجاج من غُرف للنوم والسكينة كي يبيض بيضه على لحن أنُس المسكن الهادىء والجميل و ما أحوجنا للبيض فنحن أمّة بلا بيض وقد أغنانا الله عن البيض و أكثرُ قادة تاريخنا العربي وأصحاب الفتوحات من القدس الى الأندلس كانوا بلا بيض ويبيضون انتصارات من سيوفهم المسلولة و نحن ورثتهم ولدنا بلا بيض ولكن بوارق السيوف تلمع في أيدينا وتنشر شررها في أعينا أعدائنا .

 


حما الله أمّة مؤدلجة من البابوج الى الطربوش وهي تقطر و عياً من نخب يسارية و قومية وإسلاموية دخلت تاريخ الأمم من أبوابها الواسعة ولم تترك باب قبر أو برزخ إلا وفتحته بيد مضرجة بدماء زكية أزكى من روائح الكفر و الإستعمار و الإستكبار .

 


ستصيح ديوك الإيديولوجيات مع قعقعة كل دجاجة من دجاجات الأمّة التي تغزوها ثعالب الغرب و تسرقها كلاب " اليهود " وستُبكُ الجماهير  دجاجات الفقر والعوز والجوع.