من حسن حظّنا أن ما حصل برّأ العدو من التهمة الجاهزة وهذا ما يحمّل السلطة مغبة فقدان الأمن وبطريقة مباشرة ولكن إكتفاؤها بمحاسبة المسؤول دعوة هجينة أمام الكارثة التي تستدعي ما هو بحجم السلطة أي ترك موقع المسؤولية بعد أن كثرت لا الأخطاء فحسب بل المساهمة القصوى في إيصال البلاد والعباد الى مقابرهم وبسرعة إنفجار المرفأ .
 

رحم الله من مات ومن عاش ومن بقي حيّاً بعد موت .. نحن في لبنان لا شغل لنا سوى لحد بعضنا البعض والترّحم على بعضنا البعض في نكبات الموت الذي يقيم بيننا جرّاء شعارات لا حدّ لها وهي تسيج العالم وتستدعي المزيد من الحروب كونها شعارات داعية الى الموت في سبيل آلهة قديمة وتلك الجديدة من موميئات السياسة الى تتلبس أكثر من لبوس سعياً وراء الخراب والدمار و هذا ديدن جميع العاملين في السياسة وقد أثقلوها بقرقعة السلاح سواء في الحروب الداخلية أو في المهمّات الخارجية ذوداً عن مصالح لا تخصّ اللبنانيين بالتأكيد .

 

 

لا نريد فتح الملفات المعيبة بحق الأحزاب بل والمُقززة والمقرفة والتي أماتت الحرث والنسل سعياً وراء قضايا فشلوا فيها ومن ثم خربوها بأيديهم جرّاء صراعات لا نهاية لها بين حزب وحزب وعلى امتداد زواريب الوطن ..

 

 ولا نريد مساءلة السلطة وهي أكثر من حزبية طبعاً وطباعاً وقد مللنا منها ومن طرشها ومن فقدانها للبصر و لشهيّات كثيرة ولكنها ما زالت محتفظة بشهية الأكل .

 

إقرأ أيضا :  بلدية ممنوع الوقوف!!

 

 

عندما تترهل السلطة أو انها تصل الى هذا المستوى من اللامسؤولية تفقد معها شهية الرؤية وشهية الإستماع و شهية العيش في كنف من كهوف على بابا واللصوص وتصبح أدوارها مشبوهة و تصبح أحاديثها ممجوجة وبلا معنى ومجرد ثرثرة على جُثث الضحايا وهذا ما يجعل منها أداة ذل لا يمكن الوثوق بها و الإتكال عليها والإطمئنان والركون الى مشروعها الغائب فيما يتعلق بمصالح الناس والحاضر دوماً فيما يتعلق بمصالح الأشخاص تماماً كما هو حالها في سدّ بسري حيث خالفت الناس وركنت لمصالح أهواء أفراد وتمّ تسيس بسري ليلاقي المنقسمون بعضهم البعض وسط نقطة الإختلاف كي يؤكد القوي قوته في تمرير مشروع السدّ وكي يؤكد الضعيف ضعفه وعدم قدرته على مواجهة القوي بغير التصريحات و الخطابات التي لا تلبي حاجة الناس ولا تُصيب الأقوياء بمقتلة .

 

 

قال ودخان عيوبهم وجرائمهم ومجازرهم ورذائل سياساتهم المتواصلة و المتلاحقة وإخفاقهم في كل شيء إلاّ فيما يخص جيوبهم وتمسكهم بسياسات الكراسي أن لا مجال لحجب الرؤية التي لا يمكن حجبها و الإلتزام أمام الناس بمحاسبة المسؤولين عن موت ودمار هو الأقوى من بين ما مرّ على اللبنانيين من إنفجارات بفعل فاعل بقي مجهولاً حتى الآن رغم أن العدو الغاشم جاهز وحاضر دوماً لتحميله ما يرتكب من ذنوب وما لم يرتكب طالما أنّه وجد كي يستر عورات الجميع من دول وأحزاب وشبكات ناشطة في مجالات التخريب .

 

 

من حسن حظّنا أن ما حصل برّأ العدو من التهمة الجاهزة وهذا ما يحمّل السلطة مغبة فقدان الأمن وبطريقة مباشرة ولكن إكتفاؤها بمحاسبة المسؤول دعوة هجينة أمام الكارثة التي تستدعي ما هو بحجم السلطة أي ترك موقع المسؤولية بعد أن كثرت لا الأخطاء فحسب بل المساهمة القصوى في إيصال البلاد والعباد الى مقابرهم وبسرعة إنفجار المرفأ .