طبعاً ثمّة أساب كثيرة لتوارث أجيال شعوب العالم الثالث وخاصة العربية والإسلامية بغض أميركا وعدم التلاقي مع سياساتها وهذا ما لم يشغل بال الأميركيين الذين يتصرفون بطريقة لتعزيز هذه النزعة العدائية ضدّهم ولا يعملون على تقليص مستويات هذه النزعة لأسباب تبدو مرتبطة بطبيعة النفوذ الأميركي ذي النزعة التسلطية المستبدة والتي تجعل من أجمل النماذج الديمقراطية من أعتى النظم التوتاليتارية .
 

بتمييز عنصري أو بدون تمييز بتأييد مفرط للكيان الإسرائيلي أو دون تأييد مطلق للعدو وبتدخل مباشر أو دون مباشر في قضايا ومصير الشعوب وبدعم كامل أو بدون دعم للأنظمة العفنة في دول العالم الثالث وبسياساتها الخارجية النقيضة للسياساتها الداخلية وبإدارة أميركية ديمقراطية أو جمهورية وبسبب أو دون سبب ولأي تصرف أميركي أو بدون تصرف دبلوماسي وسواء تفاهموا مع إيران أو لم يتفاهموا معها وحلوا مشكلة الكوريتين أم تركوها مفتوحة الإحتمالات على حروب موعودة  ومدمرة وتعاطوا مع الروس بإيجابية أم بسلبية وتلاقوا مع الصين في شراكة اقتصادية أم باعوا الصين وطوقوها كما طوقوا من قبل دول النمور وجعلوها هررة جائعة وحرروا العراق وأهدوه لإيران أم انهم تركوا صدام مستبداً في العراق ووقفوا الى جانب نظام الأسد أم وقفوا متفرجين عليه وسمحوا للروس أن يسندوه بصاروخ أو لإيران أن تستتب في سورية أم انهم انشغلوا عن ذلك في الإهتمام بحقول النفط وسواء نجح الربيع العربي أم سقط سقطته الشنيعة في حضن الإخوان أو عاد العسكر من جديد ليصادر البلاد والعباد من مصر للجزائر فالسودان وسورية .

 

 

ثمّة لائحة طويلة ولا حصر لها ولا نهاية عن أميركا الداخل و الخارج وسواء كانت بنظر المنصفين أم الديمقراطية في العالم أم الرأسمالية المتوحشة كما هي في نظر أعداء الرأسمالية تبقى أميركا في كل هذه المجالات والإتجاهات دولة مكروهة بالنسبة للشعوب أو لأكثرية شعوب العالم رغم أن هذه الشعوب الكارهة تحلم يومياً في الوصول الى ولاية من الولايات المتحدة الأميركية للعيش والتمتع بجنة الرفاهة العالية من الحرية الى فرصة العمل وطبيعة الحياة فيها .

 

اقرا ايضا : لبنان من العمالة الى الفدرالية

 

كشفت حادثة العنصرية مدى كره أميركيين لأميركا لأن الأعمال التي قاموا بها تعكس صورة واضحة عن حقد دفين لأن تخريب البلاد لا يعبر عن حب للوطن خاصة وأن النظام السياسي يتيح في وسائل مختلفة تحصيل الحقوق من أصحابها من خلال القضاء أو من خلال وسائل الرأي العام ولا تنعدم وسيلة في أميركا كي يحصل أولياء الدم على حقهم مهما بلغت عمليات تأخير صاحب الحق عن حقة سواء في الجريمة أو في غيرها من التمييز في الحقوق وسواء كانت متعلقة برواسب التمييز العنصري أو بأي تمييز آخر له حيّز في الوسط الأميركي لأن طبيعة النظام الديمقراطي يتيح ولو بعد زمن المقاضاة والإقتصاص من المذنبين والقاتلين والسافكين لدماء المواطنين لأي سبب من الأسباب و تحت أيّ ذريعة من الذرائع .

 

 

كما أن التعاطف العام من قبل شعوب العالم وخاصة ن قبل العرب و المسلمين ليس من قبيل الحمأة على السود فأكثرهم يلعن السود لسوء أعمالهم وأفعالهم وليس حباً بهم ولكن كرهاً بأميركا . 

 

 

لذا تكنّ هذه الشعوب على اختلاف مستوياتها الإجتماعية و هوياتها السياسية العداء لأميركا وتنفرج أساريرها كلما تعرضت أميركا لأيّ هزة أرضية أو سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية وعند كل موجة غارقة للولايات الأميركية وعند صعود أي دولة متعنترة على أميركا فتنحاز هذه الشعوب تلقائياً لدول منافسة لأميركا في أيّ وسط سياسي أو اقتصادي فيقفون مع مجنون كوريا و مستبد الصين ورئيس المافيا الروسية دون تفكير كونهم مختلفون مع عدوهم أميركا .

 

 

طبعاً ثمّة أساب كثيرة لتوارث أجيال شعوب العالم الثالث وخاصة العربية والإسلامية بغض أميركا وعدم التلاقي مع سياساتها وهذا ما لم يشغل بال الأميركيين الذين يتصرفون بطريقة لتعزيز هذه النزعة العدائية ضدّهم ولا يعملون على تقليص مستويات هذه النزعة لأسباب تبدو مرتبطة بطبيعة النفوذ الأميركي ذي النزعة التسلطية المستبدة والتي تجعل من أجمل النماذج الديمقراطية من أعتى النظم التوتاليتارية .