من الطبيعي أن يودي علو التيّار عن سطح السياسة اللبنانية الى وقوعه كما وقع المستقبل من قبل بعد أن طار في طيارة الغرور
 
بعد أن فشل تيّار المستقبل وخرج من إدارة المعادلة السياسية الى حضور مضمور لا اكتراث له من قبل من كان أحرص من غيره على نيل رضاه عندما وضعته دماء الشهيد رفيق الحريري في كفة الميزان السياسي الطابشة وفي قيادة البلاد وعلى رأس أكبر مجموعة سياسية لم تتوفر لأحد من قبل ولن تتوفر لأحد من بعد طالما أن خيبات الأمل قد ملأت قلوب اللبنانيين الذين باتوا خارج سباق الرهانات على أحد بعد أن أذهلتهم المعارضات المتعاقبة والتي كشفت عن قبح بات من خلاله قبح من سلف أكثر جمالاّ ورأفة ورقة .
 
أنهى تيّار المستقبل دوره ولولا حاجة حزب الله اليه في ظل انعدام البديل سُنياً لنام في بيته وما شهد قصر الوسط من بيروت ولكن بقاء حديدان في الميدان جعل منه حيّاً بعد موت طوعي نتيجة أخطاء فادحة لا مجال لحصرها لكثرتها وعدم القدرة على تحديدها وتكفي مسؤولية التيّار المباشرة عن ضياع حتى الحلم في مسيرة 14 آذار التي حولوها الى 14 الشهر كما هي الكلمة المشهورة لصاحب الشهرة السياسية الإستثنائية دولة الرئيس نبيه بري .
 
من سمع منكم كلام مسؤول في تيار المستقبل؟ أين هم ؟هل غادروا أم ماتوا أم ان الحياة السياسية قد لفظتهم ؟ سؤال غير متشف بقدر ما هو إدانة لحاجة البلد الى المستقبل الذي أرساه الزعيم العربي الشهيد رفيق الحريري .
 
يبدو أن التيار الحر على هدى تيار المستقبل سيأفل نجمه كما أفل من قبل نجم المستقبل نتيجة تقليد المستقبل في كل شيء من استلام العائلة للقيادة السياسية والمالية الى توزيع المناصب على أولادها وما في التيار من غنم بحيث يتدثرون نعيم السلطة ووثير المعارضة اذ ليس فيهم من نام ليلة في حبس أو استحق كفاً على قفا ولم تلاحقهم عصا السلطة كما فعلت بجماهير التيارين الذين أكلوا الغرم حتى شبعوا .
 
 
من حكومة العائلة الى رئاسة العائلة الى حصر السلطة والصلاحيات والخدمات والتوظيفات ورفض مشاركة أحد حتى في كسرة خبز فحقوق الطائفة محصورة في التيارين وفي العائلتين تحديداً رغم أن الحرّ فاق المستقبل في تعزيز حضور العائلة على حضور التيّار في الوظيفة الرسمية وهما متشابهان في الإعتماد على أولاد العائلة في قيادة التيارين .
 
لقد طغى المستقبل ومن ثم انعزل الى حيث بات لا طعم له ولا رائحة في الحياة السياسية وها هو الحر يعيد قراءة درس المستقبل فيمارس الطغيان ضد القوى المسيحية والفوقية السياسية ضدّ خصومه اللبنانيين حتى أن حزب الله جرأه على الرئيس بري من خلال دعمه المفتوح للتيار الوطني وبات أكثر شراسة بعد لقاء رئيسه بالسيد حيث كانت الجرعة الزائدة فاضحة من خلال حديثه عن قلب الطاولة وهو بدون الحزب أعجز عن إزاحتها من مكانها إن كان لها مكان في الأصل أو حيّز من الوجود .
 
من الطبيعي أن يودي علو التيّار عن سطح السياسة اللبنانية الى وقوعه كما وقع المستقبل من قبل بعد أن طار في طيارة الغرور .