لقد هالنا المشهد تلو المشهد لجماعة السلطة من الترف المضاعف في وقت بُح فيه الصوت لملاقاة الأزمة الإقتصادية الخانقة وفقة شروط سدر كي يستدير المجتمع الدولي صوب لبنان . خاصة و أن من يستنزف الخزينة هم من يقرغون أجراس الكنائس للصلاة للبنان كيّ ينهض و يتعافى من جنونه .
 
تبدو ممارسة السلطة في مساوئها مبرراً كافياً كي يغفل المواطن عن الدولة ويبقى خارج مشروعها طالما تمعن فيه ضرباً و بأسلحة متعددة أردته قتيلاً منذ بروز الطبقة السياسية في حُلتها الجديدة و التي أوهنت من حلم قيام الدولة بعد سقوطها مراراً و تكراراً في أكثر من تجربة قادتها طبقات سياسية متعددة كانت هذه الطبقة الأسوأ في إدارتها منذ الحرب الأهلية و وصولاً لإتفاقيّ الطائف و الدوحة .
 
لم يعد اللبناني مكترثاً بمسميات الكيان ولا مهتماً ببعده الوطني طالما أن المسؤولين فيه قد غادروه و باتوا أكثرلؤماً عليه من غيرهم من الأعداء وهم حولوه الى بضاعة معدّة للبيع لتوفير ثروات خاصة تنعش جيوب العائلات السياسية الجديدة و هذا ما دفع المعولين على العودة الى الزمن الجميل الى العواء و العويل والتنكرلآرائهم في ضرورة وضع حدّ للدويلات طالما أنها أقل فساداً من دولة الهدر و الفساد كما يقول المسؤولون عن لبنان في اتهامهم لبعضهم البعض وفي تحميل بعضهم لمسؤولية السرقات في لبنان .
 
 
 
باتت الدويلة التي يعيش في كنفها المواطن اللبناني الملاذ الأكثرأمناً و أماناً بالنسبة له بحيث لا تُبذر السلطويات القائمة فيها بطريقة التبذير المعتمدة عند الجهات السيادية ولا تتنعم أو تترغد بمستوى يتجاوز سقف المسؤولية الأخلاقية التي نذر نفسه لها هذا المسؤول أو ذاك في الجهات القيادية المولجة لإدارة أمورنا في دويلاتنا الخاصة حتى ولو كانت مزارع لراع إلاّ أنها تتمتع بمزايا تنأى بها عن الفحشاء و المنكر و البغي اذ لا إمكانية لممارسة ما يمارسه القابضون على المال العام لأن أيّ خلل يعرض صاحبه للخلع في حين يصعب ذلك في الدولة الطائفية لأن تتطيف الخلافات يطيح بالدولة لاصطفاف الناس خلف الزعيم الذي يرتكب كل المعاصي ولا يوجد رب لمحاسبته .
 
من هنا تصبح ظواهر الفساد وما شابهها حالة طبيعية في الممارسة السياسية لأركان الدولة وتصبح جمهورية الموز الشكل الذي يرضي اللبنانيين للعيش تحت سقفه بما يلائم شعورهم ودورهم في ممارسة أعمالهم وفق سوق الموز ورواج البضائع الغير خاضعة لقيد .
 
لقد هالنا المشهد تلو المشهد لجماعة السلطة من الترف المضاعف في وقت بُح فيه الصوت لملاقاة الأزمة الإقتصادية الخانقة وفقة شروط " سدر " كي يستدير المجتمع الدولي صوب لبنان . خاصة و أن من يستنزف الخزينة هم من يقرغون أجراس الكنائس للصلاة للبنان كيّ ينهض و يتعافى من جنونه .
 
لقد خابت الآمال و ضاع الأمل و باتت فرص لبنان لا معدومة فحسب بل لا مجال لها في القاموس السياسي و الإقتصادي و هذا ما يتقدم على غيره و بقوة هائلة ومحاطة برغبة شديدة لكسر إرادة الخير بوطن لا مكان فبها لأعدائه من ناهبي ثرواته .