من الذي يضبط الايقاع الشيعي في لبنان والعالم العربي
 
 
يصر مسؤول على الخصوصية الشيعية التي تحدّد لكل جهة شيعية ضرورة التعاطي مع واقعها كما هو وتحت سقف الهدوء والإستقرار مع المكونات الأخرى الشريكة في أيّ بلد محكوم بالتعدد والتنوع الديني والإتني وتحت سقف الإيجابية المطلقة للعلاقات الودية مع العرب بغية الدفع باتجاه الإستقرار خاصة وأن العراق ولبنان يخضعان لتأثيرات عربية وغير عربية وأن أيّ توتر خارجي سينسف الإستقرار القائم في البلدين وتجربتهما غنية في هذا المجال ولا حاجة لذكر فصول من دور الخارج العربي و غير العربي في أمن البلدين .
 
لا شك والكلام للمسؤول الشيعي بأن وجهة نظر حركة أمل كاملة في هذا المجال كون مؤسسها الإمام السيد موسى الصدر هو من وضع هذا الميثاق النظري للشيعية السياسية وهذا ما أكدته الحركة طيلة تجربتها وخاصة في ظل قيادة الرئيس بري الذي ضبط الإيقاع الشيعي وفق هندسة دقيقة لا تجعل من الشيعة اللبنانيين طرفاً مباشراً في صراعات المنطقة وخاصة ما استند منها الى المنطق المذهبي والطائفي وهذا ماجعل من الرئيس بري الشخصية الشيعية الضامنة للبنانيين لتقديم مصالح لبنانيته عن أيّ مصلحة أخرى وهذا ما جعل من رئيس مجلس النواب حاجة تتجاوز لبنان لتشمل العرب وغير العرب وهذا ما صرح به كل مسؤول في لبنان وكل دولة معنية في أو ضاع لبنان .
 
 
هذا التغليب الوطني على التعليب الطائفي والمذهبي في تجربة الرئيس بري ما بعد اتفاق الطائف شرّع لقوانيين سياسية قائمة على الهدوء والإستقرار وعدم الدفع بأي شيء يهدد نعمة التعايش القائم بين المكونات الطائفية ونعمة المساكنة القائمة بين المكونات السياسية وخاصة في الإطار الحكومي وقائمة أيضاً على تعاط مدروس مع المحيط العربي في ظل تنقضاته القائمة وفي ظل عسكرة العلاقات العربية – العربية منذ الربيع العربي ودخول المنطقة في دوامة من العنف داخل حروب طاحنة أطاحت بالدور العربي وبات الفراغ سيّد المشهد في المشروع والقيادة العربية وهنا كان من الضروري أن يجد العراق دوره الطبيعي والطليعي في قيادة نهضة عربية جديدة لما ما يمتلكه من إمكانيات متعددة تُسهل له دوره المنشود والمطلوب ولكن ضيق أفق العقل العراقي جعل الرهان عليه خاسراً وبحث القيادت العراقية عن مزيد من خلافاتهم المرة قد دمر حلم الدور العراقي لرغبة قيادية في تعميق أزماتهم الداخلية بحفر مذهبي سيدفن العراق وسيغرق العراق في ظلام و ظلم لا مثيل لهما .
 
في العودة الى الكلام الشيعي لا يكشف المسؤول مستوراً بقدر ما يؤكد فيه وجهة نظر قديمة للشيعة في لبنان والتي تتمسك بخصوصيتها وعدم التماهي مع أيّ شيعية خارجية الا بالقدر الذي يسمح بحفظ المصالح والتي لا تحرق أوراق مصلحة لصالح مصلحة أخرى وهذا ما أرتضيناه لأنفسنا وهذا ما ندعو اليه الآخرين من الشيعة وفي أيّ أرض كانوا لأن في ذلك مصلحة كبرى للتشيع الذي يحفظ بالبنية العربية – الإسلامية لا خارج هذه البيئة التي ولد منها ونشأ فيها وله شرف النسب والحسب وقد أنيطت به مسؤوليات تاريخية أثبت من خلالها كفؤ المسؤولية المستمرة جيلاً بعد جيل وأمانة بعد أمانة .