عادة ما تكون الفتنة التي يلعن الله من يوقظها هي نتاج عسس المعسعسين في الليالي الدهماء , او وسوسة الخناسين في عتمة ظلماء ,, اما العجب العجاب فهو الذي يجري هذه الايام من هرولة طريفيها باتجاهها دون اي رادع او ستار او حتى محاولة تخفي ولو خجلا ,, فحزب الله الذي يعي جيدا ان تورطه في سفك الدم السوري وتحوله الى عدو رقم واحد بعد ان كان المثال والقدوة هو مطلبا لطالما حلم به العدو الاسرائيلي الذي لم يذق طعم الهزيمة منذ نشأته الا على يدي ابطاله , وبالرغم من ذلك فاننا لم نتلمس ومنذ الفترات الاولى لاندلاع الثورة اي من الخطوات العملانية التي يمكن ان تجنبه الدخول في اتونها او تجعله بمنأى عن احداثها ولو بالشكل المباشر حتى وصلت الامور الان كما هو واضح لاي مراقب الى نقطة يصعب الرجوع منها لذا فتجد ان جلّ همه ومنذ فترة غير قصيرة هو تهيئة الاجواء التي يعتقد من خلالها تبرير المزيد من هذا الانغماس بحيث لو اردت الاطلاع على الوجه البشع للثورة السورية او الوجه المبشّع فانك لا تحتاج الى اكثر من مشاهدة وسائله الاعلامية او الدخول الى صفحات تواصل الحزباللهيين الاجتماعي الممتلئة بشتى انواع السموم المذهبية المؤدية حتما الى الاحتشاد الطائفي ,, هذا والعكس صحيح ايضا فبعض اطراف الثورة السورية لا يمكن ان تضع اعمالها وتصرفاتها الا في خانة استدراج حزب الله الى القتال وبخلفية مذهبية مقيتة والا فكيف نفهم بقاء المخطوفين في اعزاز الى الان ؟ وماذا يمكن ان تخدم اهداف الثورة هذه العملية المدانة والغير مبررة , وهكذا ايضا القصف على الداخل اللبناني واستهداف المدنيين في الهرمل او القصر , هذا فضلا عن عشرات مقاطع الفيديو المسربة لمقاتلين يهاجمون " الشيعة " وليس فقط حزب الله لدرجة انها صارت تشكل احراج لنا نحن الداعمون للثورة والمؤمنون بحق تقرير المصير للشعوب اينما كانوا , فبتنا وكأنه غير مرغوب بوجود امثالنا عند هذه الجماعات ,, من هنا وبنظرة سريعة الى ما آلت وسوف تؤول اليه الامور فاننا نكاد نتلمس شيء من التواطؤ المؤدي الى تبادل الخدمات بين طرفي الفتنة تجعلنا نحن المعترضون عليها كأننا خارج سياق الامور فبتنا وحدنا من يرى الوجه الحقيقي القبيح لها وما ستجره علينا من ويلات , في الوقت ان المعنيّان لا يريان فيها الا الفتنة ,,, المطلوبة ,,,, والجميلة !!!