مناقشة الإستراتيجية الدفاعية تبدأ بعد الانتهاء من الملفّات الكبيرة
 

أشار وزير الدفاع الياس بو صعب أمس الأربعاء في حوار مع صحيفة "الشرق الأوسط" إلى أن "استراتيجية الدفاع الوطني التي تحدث عنها رئيس الجمهورية ميشال عون في خطاب القسم تؤكد أن الجيش اللبناني يجب أن يكون الجيش الوحيد الذي يحمل سلاحاً ويحمي الوطن"، وأعلن أن "مناقشة الإستراتيجية ستبدأ مباشرة بعد الانتهاء من الملفات الكبيرة المطروحة وصولًا إلى حصر السلاح بيد الجيش اللبناني"، لافتًا إلى أن "لدينا اقتناعًا بضرورة الوصول إلى مرحلة يصبح فيها الجيش اللبناني هو الذي يحمي لبنان وحدوده".

وعلى خلفية ذلك، اعتبرت مصادر سياسية لبنانية نقلًا عن صحيفة "العرب اللندنية" أن "هذه التصريحات تأتي تصويبًا لموقف سابق له استبعد فيه نقاش مسألة الاستراتيجية الدفاعية قبل زوال الأخطار الإسرائيلية، ما يعكس استدارة مفاجئة في موقف بو صعب"، وذكرت أن "حزب الله قد يكون مضطرًا إلى التنازل للدولة عن بعض ما يتعلق بسلاحه بسبب حاجته لمظلة الشرعية اللبنانية من جهة، ولعدم قدرته من جهة أخرى على إقناع بيئته بنجاعة دويلته في ظل الشحّ المالي الذي يعاني منه"، وأضافت أن "بيروت تبلّغت مواقف دولية تحذر لبنان من التماهي مع أجندة حزب الله بصفته إحدى الأذرع الأمنية والعسكرية لإيران في لبنان والمنطقة".

كما كشفت المصادر أن "مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ساترفيلد، الذي يتردد على بيروت للتوسط بين لبنان وإسرائيل بشأن النزاع حول الحدود البرية والبحرية بين البلدين، كرر في زيارته الأخيرة إلى بيروت تحذيرات أميركية للحكومة اللبنانية من المواقف التي أطلقها رئيس الجمهورية ميشال عون ووزير الخارجية جبران باسيل ووزير الدفاع إلياس بوصعب والتي اعتبرت دفاعًا عن سلاح حزب الله".

ويُشار هنا، إلى أن بو صعب أعلن في نيسان الماضي، ردًا على سؤال عن سلاح حزب الله، أنه "لا أحد يطمح للقيام بمهمة نيابة عن الجيش وهو ما أقر به الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، وهذا يحتاج استراتيجية دفاعية تبحث حين تذهب الأخطار الإسرائيلية"، معتبرًا أنه "طالما هناك أطماع إسرائيلية بأرضنا ومياهنا لا يمكن الحديث عن استراتيجية دفاعية وعن الجيش قوة وحيدة مسلحة".

كما يُشار، إلى أن "تصريحات بوصعب الجديدة تمثل تراجعًا عن مواقف أدلى بها شخصيًا وتشير إلى اتجاه لديه إلى تحديث تموضعه بما لا يعاند المزاج الدولي الحالي حيال إيران وحزب الله".

في مقابل ذلك، استبعد خبراء في شؤون حزب الله أن يقبل الحزب التسليم بسلطة الدولة على حساب الدويلة التي بناها في العقود الأخيرة، إلا أن الحزب قد يصدر مواقف جديدة شبيهة بالمواقف القديمة التي تقبل بالحوار دون تحقيق أي تقدم في هذا الملف.

وفي السياق، رأت مصادر برلمانية نقلًا عن "العرب" أن "سلاح حزب الله هو هاجس لبنان الأول لما يسببه هذا السلاح من هيمنة على قرار لبنان في الحرب والسلم ولما يسببه من خطر أمني وعسكري يهدد البلد ناهيك عن إمكانية استخدامه، كما حدث في السابق، ضد اللبنانيين وتياراتهم السياسية"، وأضاف هؤلاء أن "فائض السلاح الذي يمتلكه الحزب هو قضية كبيرة ويمكن اعتبارها القضية الأكبر التي تؤثر مباشرة على بقية ملفات البلد الإقتصادية والمعيشية والسياسية، وأن ربط الوزير بوصعب بدء البحث بالاستراتيجية الدفاعية بالانتهاء من القضايا الكبيرة يمثل تقييمًا لدى كل الفريق العوني بأن قضية سلاح حزب من الصغائر".