هل تمهد زيارة الأسد إلى إيران للإنسحاب الإيراني من سوريا؟
 

أن يزور الرئيس السوري بشّار الأسد ايران شاكراً جهدها وتضحياتها التي لا تُقدر بثمن ليس بجديد إذ أن شكره للجمهورية الاسلامية أصبح فريضة واجبة عليه كفرائض الطاعة وهو يجدد في كل زيارة وفد ايراني لسورية دعاء الثناء للقيادة الالهية أو استجماماً في ضيافة مفتوحة له طالما يحرص على مصالح ايران في سورية، فالوقت ليس للاستجمام إذن هناك ما يدفع الأسد إلى زيارة إيران في وقت تنشط فيه العروض على تركيا بعد تفاهم أميركي – تركي بخصوص ادلب وهذا ما جعل الروس في حيرة من أمرهم فقدموا عروضاً لم تكن مطروحة بين الأتراك والروس في كل محادثاتهم وتفاهماتهم لابقاء الأتراك في صف الروس.

 

يبدوأن بقاء جنود أميركيين في سورية قد خلط الأوراق وسمح لتركيا بتعزيز دورها في سورية في حدود مصالحها الحدودية وضبط الفصائل الكردية المناوئة لأنقرة وأوهن من تفرد الروس في سورية كقوّة وحيدة ممسكة بالقرار السوري وهذا ما دفع بالروس إلى جذب الأتراك للمغنطيس الروسي كي يبتعدوا عن الأميركان من خلال جملة عروض توافق مصالح الدولة التركية ومنها قيام منطقة عازلة تشرف عليها قوّات متعددة من الأتراك الى الأمريكيين والفرنسيين والروس دون أخذ رأي النظام السوري الذي لا يستطيع الاعتراض على القرارات الروسية كونه أسير سياسات الروس.

 

إقرأ أيضًا: التيّار الحرّ بيحكي سوري - روسي

 

في العودة إلى زيارة الأسد لايران ثمّة من يرى بأن الزيارة جاءت تلبية لأوامر روسية اقتضت أن يبلغ الرئيس السوري القيادة الايرانية ضرورة التعاطي مع التغيرات الجارية في سورية دون عرقلة لأن روسيا ملتزمة بمنطق التفاهمات المسبقة مع تركيا وبمنطق الابتعاد عن أيّ توتر ميداني مع الوجود الأميركي في سورية لصعوبة مواجهة الأميركان خاصة وأن شروطاً جديدة قد فرضها الوجود الأميركي على الحاضر والمستقبل السوري ولا مناص من التعاطي مع هذه الشروط بجدية كي لا تنتهي مرحلة النصر المهزوم وتدخل سورية في مراحل تكشف حقيقة الخسارة الكبرى للنظام وحلفائه.

 

إقرأ أيضًا: اللبنانيون بين المثليين والزواج المدني

 

وثمّة من يزيد الجرعة أكثر فيعتبر أن الزيارة تمهد لقرار سوري يشكر ايران ودورها ويدعوها للخروج رافعة اشارة النصر بعد أن انتهت الحرب في سورية وبات الحديث جدياً في المستقبل السوري وبدايته  تبدأ بتنظيف سورية من كل الغرباء وهذا ما ألتزمت به القيادة الروسية في تفاهماتها مع الأميركيين ومع الأوروبيين ومع الأتراك ومع حليفتها "اسرائيل".

 

يعاكس هذا الرأي رأياً مستنداً على حائط النظام السوري رغم تشققه وهو يرى أن زيارة الأسد تلبية لحاجة مشتركة ما بين النظاميين ليتمكنا من مواجهة التفاهمات التي تحصل على حساب البيدر السوري وعلى حساب الحقل الايراني وبالتالي لا يستطيع الأسد لعب دور المعاكس أو المعرقل للتوجهات الروسية لذا يحتاج ايران القادرة على لعب هذا الدور كونها الجهة الأكثر انتشاراً وتأثيراً على الأراضي السورية وهو جاء بنفسه ليقول كلاماً سرياً للغاية ولا يريد للروس أن يعرفوا حرفية الكلام الذي دار بينه وبين الايرانيين ولو أراد أن يقول شيئاً واضحاً للروس لأرسل موفداً ضخماً من قبيل المعلم لنقل رسائل عادية غير مشفرة ومقرؤة سلفاً من قبل الأجهزة الروسية المختصة في قراءة الرسائل السورية المرسلة للإيرانيين.